[size=9][size=18]
[size=9]حياة الخلفاء الراشدين في سطور
1- أبو بكر الصديق رضي الله عنه
هو عبد الله بن عثمان القرشي ..
أبو بكر بن أبي قحافة التيمي
أول الخلفاء الراشدين
و أحد العشرة المبشرين بالجنة
من السابقين الأولين أول من أسلم من الرجال
و أنفق في الدين الجهد و المال
و دافع عن النبي صلى الله عليه و سلم
دفاع الأبطال .. حمى الله به الملة
و الدين .. و رزقه الايمان و اليقين
إنه علم من أعلام المسلمين .. و سيف على رقاب
المنافقين و المرتدين
ولد بعد عام الفيل بسنتين و نصف السنة
و شب مستقيما لا يعرف الجور و الحيف
فنأى عن رجس الجاهلية .. و تحلى بالأخلاق العربية
كان طيب العشرة .. حسن المجالسة .. صادق الوعد
يحب الود ..حرم على نفسه الخمر قبل الإسلام
و أقبل على الجود و الإكرام
فأطعم الفقراء و واسى الضعفاء .. عرف أنساب العرب
و أحاط بالفروع و العصب .. رحيما بالضعفاء
محببا للأقوياء
كان سيد السادات .. و أسند إليه أمر الديات
فإذا حمل منها شيئا صدقوه
و إذا احتملها غيره خذلوه .. رفيع المنزلة
مسموع الكلمة .. تاجرا محنكا .. و خبيرا مجربا
أجاد تفسير الرؤيا و الأحلام
و كل ما يراه الإنسان في المنام
سمي عتيقا لجمال وجهه .. و طيب لسانه
و طهارة أصله .. فليس فيه شيء يعاب
له عقل فطن و صواب ..كان جميلا مليحا
أبيض نحيفا غائر العينين .. خفيف العارضين
ناتئ الجبهة .. قليل لحم
الوجه .. أحب محمدا صلى الله عليه و سلم الأمين
و كن له شوقا و حنينا ..أسلم دون تردد و لا كبوة
و احتبى بالإيمان أجمل حبوة
وضع ماله في خدمة الدين .. و تحرير رقاب ضعفاء
المسلمين .. تحمل أذى المشركين
و لما اشتد أذاهم و ضاق عليه خناقهم
ترك مكة مهاجرا .. فأعاده ابن الدغنة مجاورا
ثم رد الجوار .. و صاح بدين الواحد القهار
صدق النبي صلى الله عليه و سلم في حادثة الإسراء
و دافع عنه بكل إباء
فسماه النبي صلى الله عليه و سلم صديقا
و كان له حبيبا و صديقا
زوجه ابنته الوضيئة الكريمة الأجداد و الآباء
الطاهرة العفيفة
هاجر مع النبي صلى الله عليه و سلم في الأسحار
و كان معه ثاني اثنين في الغار
شهد مع النبي صلى الله عليه و سلم المشاهد
و واجه معه الشدائد .. و خاض الغزوات
و أيده الله بالانتصارات ..
كان لليل قواما ..و للنهار صواما
بين الناس متواضعا .. و عن الدنيا راغبا و زاهدا
و بالدين عالما و عاملا .. و للفضائل جامعا حائزا
لم يترك بابا من أبواب الخير إلا طرقه
و لا طريقا إلا سلكه .. سريع الدمعة .. بهي الطلعة
تقي من الأبرار .. بشره النبي صلى الله
عليه و سلم بالعتق من النار
و دخول الجنان مع الأخيار
بويع بالخلافة فتركها .. و اعتزل في البيت
و هجرها .. و لما استقرت له الإمامة
بعث جيش أسامة .. و قاتل المرتدين
و مانعي الزكاة المعاندين .. و أرسل الجيوش
فزلزل الملوك و هز العروش
و أتته الانتصارات .. و فتح الفتوحات
جمع القرآن .. و نشر الدين و الإيمان
كان خطيبا مفوها .. و خليفة معظما
موصوفا بالرأفة و الحلم .. و الدين و العلم
سبق الناس بالإسلام .. و إفشاء السلام
و إمامة الصلاة .. و تولى الخلافة .. احترم الكبير
و رحم الصغير
الضعيف عنده قوي حتى يأخذ الحق له
و القوي عنده ضعيف حتى يأخذ الحق منه
كان يمشي و قادته يركبون
و يحلب شياه الحي و الأطفال يشربون
تزوج أربعا .. و له من الأولاد ست
رقيق الحال عظيم القدر
صحب النبي صلى الله عليه و سلم
في الدنيا و في القبر .. و جليسه على الحوض
و رفيقه يوم العرض
توفي بالمدينة المنورة سنة 13 من الهجرة النبوية
و دفن لجوار خير البرية .. خاتم الأنبياء و إمام
الأصفياء صلى الله عليه و سلم
2 - عمر بن الخطاب رضي الله عنه
هو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن
عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط
بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤى
بن غالب القرشي العدوي أمير المؤمنين
و ثاني الخلفاء الراشدين ن صاحب الكرامات
و قائد الفتوحات ، أعز الله به الإسلام
و رفع به عن المؤمنين الآلام ، و ضرب السياط
و الحسام ، فرق الله به بين الحق و الباطل
و له السبق في الأوائل ، وافق رأيه القرآن
و انتشر على يديه الدين و الإيمان
و يخشاه الشيطان ، رجل الشدائد
و قاضي الحوائج ، صاحب الوقار و الهيبة
و سراج أهل الجنة ، الشديد في لين
المتسامح دون تقصير ، سريع الدمعة
بهي الطلعة ، خادم العجائز ، و عون العائز
الإمام العادل ، و الخليفة الفاضل ، شهد الوقائع
و للدين حصن دافع ، أول من صلى عند
الحرم علنا و هاجر جهرا ، له لسان صدق
و عرف بالحق ، لا يخشى في الله لومة لائم
و لحدود الله قائم ، يلتقي نسبه مع نسب
النبي صلى الله عليه و سلم في كعب
بن لؤى بن غالب ، ولد بعد الفيل بثلاث
عشرة سنة و أسلم قبل الهجرة بخمس سنوات
دعاء النبي صلى الله عليه و سلم له
دعا له النبي صلى الله عليه و سلم فقال
"اللهم أعز الإسلام بأحب العمرين إليك"
بعمرو بن هشام - أبو جهل - أو عمر بن الخطاب
فكان عمر أحب الرجلين إلى الله
فضله
له فضل عظيم قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم
"إن الله جعل الحق على لسان عمر و قلبه"
و قال :"لو كان نبيا بعدي لكان عمر"
و قال :"كان فيمن قبلكم محدثون ، و إن
يكن في أمتي منهم أحد فعمر"
و قال :"إني لأنظر إلى شياطين الإنس و الجن
قد فروا من عمر"
و قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه
"خير هذه الأمة بعد نبينا أبوبكر ، ثم عمر
رضي الله عنهما "
أوائله و سبقه
سبق غيره إلى أشياء تميز بها
فكان أول من هاجر جهرا
و أول من سمي بأمير المؤمنين
و أول من أرخ بالتاريخ الهجري
و أول من جمع الناس على قيام رمضان
و أول من أشار إلى جمع القرأن
و أول من منح الجوائز لحافظه
و أول من أسقط الجزية عن فقراء أهل الذمة
و العجزة منهم ، و أول من وضع علامات للذميين
و ختم رقابهم ، و أول من أمر بالتجنيد الإجباري
و أول من سير القضاة و المرشدين لمرافقة الجند
و أول من اتخذ القرارات المكتوبة
و أول من عقد المؤتمرات للقادة و الولاة
و أول من سار بالليل يتفقد أحوال الرعية
و أول من وضع الدواوين و سجل فيها أسماء الجند
و العطاءات ، و أول من اتخذ دارا للضيافة
وفاته
قتله أبو لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة
بن شعبة غيلة ، بخنجر في خاصرته
و هو في صلاة الصبح ، عاش بعد الطعنة
ثلاث ليال ، ثم توفاه الله
و دفن بجوار النبي صلى الله عليه و سلم
و صحبه أبي بكر رضي الله عنه
3 - عثمان بن عفان رضي الله عنه
هو عثمان بن عفان القرشي ، أمير المؤمنين
و ثالث الخلفاء الراشدين
و أحد العشرة المبشرين بالجنة
و صهر النبي صلى الله عليه و سلم
ذو النورين ، زوج البدرين النيرين
ولد في مكة المكرمة بعد عام الفيل
بست سنين ، و شب في بيت عظيم متين
اهتم أبوه بتربيته و تهذيبه ، و تأديبه و تعليمه
نشأ في ثراء ، و منعة و إباء
و تعلم القراءة و الكتابة ، و الحفظ و الرواية
جمع أنساب العرب، و الفنون و الأدب
و درس الأخبار ، و روى الأشعار .. فكان من
أحفظ الناس للبيت و البيتين ،
و الشطر و الشطرين
اشتغل بالتجارة ، و عرف بالبراعة و المهارة
تحلى بالأخلاق الكريمة ، و الصفات النبيلة
جمع الفضائل ، و حصد الشمائل
و ابتعد عن الرذائل .. لم يسجد لصنم
اشتهر بالجود و الكرم ، و كان كجبل فوقه علم
كان أمينا و أسلم قديما .. دخل الإسلام بعد
الرابعة و الثلاثين من السابقين الأولين
فحبسه عمه و عذبه ، و عنفه و أنبه
فكان قوي الجنان ، و ثبت على الإيمان
هاجر الهجرتين ، و رحل إلى الحبشة مرتين
تزوج ابنتي النبي صلى الله عليه و سلم
رقية و أم كلثوم الطاهرتين
و كان الزواج بوحي من السماء
امتلأ بالسعادة و الثناء
شهد المشاهد مع الرسول صلى الله عليه و سلم
و حارب بسيفه المسلول
تخلف عن غزوة بدر لتمريض السيدة رقية
الطاهرة التقية .. فضرب له
النبي صلى الله عليه و سلم بسهم في الغنائم
و أعطاه نصيبه من الدراهم
و أرسله إلى مكة المكرمة في بيعة الرضوان
فضرب له النبي صلى الله عليه و سلم بيده و قال
هذه لعثمان
كان رقيق البشرة عظيم اللحية
جميل الوجه .. ليس بالطويل و لا بالقصير
نال الاحترام و التقدير .. ضخم الساقين
طويل الذراعين ، بعيد المنكبين .. مناقبه كثيرة
و فضائله عظيمة .. جميل الصفات
صاحب الكرامات .. حلو اللسان ، قوي البيان
عظيم الشان .. سخي الكف ، عفيف النفس
لين الجانب ، أليف الصاحب
عرف بالحلم و السماحة ، و الكرم و الشجاعة
أمير الزهاد ، و فارس العباد .. سريع الدمعة
غزير العبرة ، يختم القرآن في ركعة
جميل الصبر ، كثير الشكر .. يتمتع بالتواضع
و الحياء ، و يمتاز بالإنفاق و السخاء
و العطاء للفقراء .. أمين الخلفاء
و أنيس الأمراء ، و أكرم الأغنياء الذي اشترى
بئر الماء ، و جهز جيش العسرة
و تأدب بأدب نبي الأمة .. ينفق كل ما في البيت
و يأكل الخل و الزيت .. أتم جمع المصحف الشريف
و صانه من التحريف .. يعجبه من الطعام ما قل
و من الأعمال ما جل
تولى الخلافة بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الخليفة الأواب .. فرفع راية الإسلام
و على يديه جرى الإنعام .. و فتح أرمينية
و غزا إفريقية .. و دخلت الجيوش خراسان
و دان بالإسلام أهل طبرستان
أول من وسع المسجد الحرام
و مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم
و تلقى الناس ذلك بالقبول
و قدم الخطبة في العيد على الصلاة
و أمر بالأذان الأول يوم الجمعة
و اتخذ الشرطة و بنى دارا للقضاء
و اتخد أهل الشورى من العظماء
له تسعة أبناء ذكور ، و سبع بنات كالحور
حاصره الثوار و قتلوه ، و بالسيف ضربوه
و سال دمه على المصحف الكريم
فطارت روحه بالخير و النعيم
قتلوه و هو صائم ، و بالحدود قائم
صام ليفطر مع الرسول الحبيب صلى الله عليه
و سلم في سعادة و ترحيب
بويع بالخلافة يوم الإثنين سنة ثلاث و عشرين
و قتل يوم الجمعة سنة خمس و ثلاثين
و عمره اثنين و ثمانين
و دفن ليلة السبت بين المغرب و العشاء في
"حش كوكب"
و هو مكان كان عثمان رضي الله عنه
اشتراه ثم وسع به البقيع
4 - علي بن أبي طالب رضي الله عنه
هو أبو تراب علي بن أبي طالب
حفيد كعب بن غالب .. الهاشمي النسب
القرشي الحسب
ابن عم النبي صلى الله عليه و سلم
و زوج ابنته ، و أحب عترته
فاطمة الزهراء ، كريمة الأجداد و الآباء
وهو أبو الحسنين السبطين الكريمين
البدرين النيرين .. أمير المؤمنين
و رابع الخلفاء الراشدين
أبوه سيد البطحاء ، و أهل الثناء
و حامل اللواء
تكفل النبي صلى الله عليه و سلم يتيما
و رباه صغيرا ، و ناصره نبيا و رسولا
أمه فاطمة بنت أسد الهاشمية ، التقية النقية
نبع الرحمة و عين الرأفة
أسلمت مع السابقين الأولين
و كانت في طليعة المهاجرين
كان النبي صلى الله عليه و سلم يزورها
و يقيل في بيتها .. و كفنها بقميصه
و ودعها بدموعه و صلاته
ولدته أمه في البيت الحرام
قبل ظهور الإسلام بنحو تسعة أعوام
ثم نشأ في بيت النبي صلى الله عليه و سلم
و أسلم و هو صبي
و أنعم صلى الله عليه و سلم
و أحسن إليه و رباه فأدبه ، و أكرمه و علمه
فتخلق بأخلاقه ، و اتسم بصفاته
تعلم على يديه الدين
و ما جاء به الوحي الأمين
كانت فطرته طاهرة نقية
و نفسه راضية مرضية .. كرم الله وجهه
و رفع ذكره .. فلم يسجد لصنم و لا وثن من الأوثان
فلم يتبع طريق الشيطان ، و يعبد الأوثان
و يقدم لها النذور و القربان
أو يبتهل عند الأصنام
و يذبح لها الأغنام و الأنعام
و لم يتمسح بحجر ، و لم يطف بشجر
كان جميل الصورة ، مليح السيرة
ليس طويلا و لا قصيرا
قوي الجسم و البنيان ، ثابت الجنان
كث اللحية ، حسن الوجه ، واضح البشاشة
يميل للسمنة ، ثقيل العينين ، عرض المنكبين
خشن اليدين ، أصلع الرأس ، متواضع اللبس
بسيط الرداء ، كأنه أفقر الفقراء
يلبس ثوب الصيف في الشتاء
و ثوب الشتاء في الصيف ، يحب إكرام الضيف
مناقبه كثيرة ، و خلاله عظيمة .. طيب الشمائل
محمود الفضائل .. جميل الصفات
صاحب الكرامات .. إمام العارفين
و قدوة العاملين .. رائد الفصحاء
و تاج البلغاء ، و نبراس الخطباء
باب مدينة العلم ، عظيم الحلم
يتفجر النور من جوانبه ، و ينطق الحكمة من نواحيه
إمام عدل ، لا يحكم بالباطل
و لا يرد عنده سائل ، أقام بمكة حتى وزع
الأمانات لأهلها ، و تأكد من أصحابها
ثم ثم هاجر ليلا سرا متخفيا بعيد المدى
شديد القوى .. أشجع الشجعان
و فارس الفرسان لا يشق له غبار
قاسم ظهر كل جبار .. لم يصارع أحدا إلا
قهره و لم يبارز أحدا إلا قتله
هزم البطل الشديد عمرو بن ود الصنديد
أعطاه النبي صلى الله عليه و سلم الراية
يوم خيبر ، و قتل مرحب اليهودي الذي
طغى و تجبر .. فتحت على يديه الفتوحات
و تتابعت الانتصارات
يرى له في الميدان كر ، و لأعدائه فر
لا ينظر إلى الثمين و الجليل
سهم لا يسلب القتيل .. و يجهز على مصاب
أو جريح ، و يراه من أقبح القبيح
لا يهتك سترا ، و لا يفشي سرا
شهد المشاهد ، و خرج في سبيل الله يجاهد .. له في
المعارك صولات ، و في الحروب جولات
خامد الفتن ، رجل المحن .. دافع المارقين ، قاهر
المشركين
إمام الزاهدين ، و ولي المؤمنين
كان للنبي صلى الله عليه و سلم كهارون
من موسى ، و فيه شبه من عيسى
كان إذا أرخى الليل سدوله ، و غارت نجومه
يستوحش من الدنيا و زهرتها ، و غرورها
و زخاريفها .. غزير العبرة ، طويل الفكرة
يبكي بكاء اليتيم ، يرتعش كأنه سقيم
أحب العبادة ، فكانت له رياضة
يعجبه من الطعام ما قل ، و من الأفعال ما جل
يعظم الدين و يحب المساكين
صاحب القلب العقول و اللسان السؤول
لم يجرب عليه كذب في القول
و لا خطل في فعل .. يحبه المؤمنون
و لا يبغضه إلا المنافقون
عاش حياته عابدا خاشعا
في سبيل الله مجاهدا ، لحدود الله قائما
حتى ناهز عمره الستين
فقتله ابن ملجم سنة أربعين
و فاضت روحه لرب العالمين
مقتبس من 100 قصة و قصة
لمحمد صديق المنشاوي رحمه الله
[/size][/size][/size]
[size=9]حياة الخلفاء الراشدين في سطور
1- أبو بكر الصديق رضي الله عنه
هو عبد الله بن عثمان القرشي ..
أبو بكر بن أبي قحافة التيمي
أول الخلفاء الراشدين
و أحد العشرة المبشرين بالجنة
من السابقين الأولين أول من أسلم من الرجال
و أنفق في الدين الجهد و المال
و دافع عن النبي صلى الله عليه و سلم
دفاع الأبطال .. حمى الله به الملة
و الدين .. و رزقه الايمان و اليقين
إنه علم من أعلام المسلمين .. و سيف على رقاب
المنافقين و المرتدين
ولد بعد عام الفيل بسنتين و نصف السنة
و شب مستقيما لا يعرف الجور و الحيف
فنأى عن رجس الجاهلية .. و تحلى بالأخلاق العربية
كان طيب العشرة .. حسن المجالسة .. صادق الوعد
يحب الود ..حرم على نفسه الخمر قبل الإسلام
و أقبل على الجود و الإكرام
فأطعم الفقراء و واسى الضعفاء .. عرف أنساب العرب
و أحاط بالفروع و العصب .. رحيما بالضعفاء
محببا للأقوياء
كان سيد السادات .. و أسند إليه أمر الديات
فإذا حمل منها شيئا صدقوه
و إذا احتملها غيره خذلوه .. رفيع المنزلة
مسموع الكلمة .. تاجرا محنكا .. و خبيرا مجربا
أجاد تفسير الرؤيا و الأحلام
و كل ما يراه الإنسان في المنام
سمي عتيقا لجمال وجهه .. و طيب لسانه
و طهارة أصله .. فليس فيه شيء يعاب
له عقل فطن و صواب ..كان جميلا مليحا
أبيض نحيفا غائر العينين .. خفيف العارضين
ناتئ الجبهة .. قليل لحم
الوجه .. أحب محمدا صلى الله عليه و سلم الأمين
و كن له شوقا و حنينا ..أسلم دون تردد و لا كبوة
و احتبى بالإيمان أجمل حبوة
وضع ماله في خدمة الدين .. و تحرير رقاب ضعفاء
المسلمين .. تحمل أذى المشركين
و لما اشتد أذاهم و ضاق عليه خناقهم
ترك مكة مهاجرا .. فأعاده ابن الدغنة مجاورا
ثم رد الجوار .. و صاح بدين الواحد القهار
صدق النبي صلى الله عليه و سلم في حادثة الإسراء
و دافع عنه بكل إباء
فسماه النبي صلى الله عليه و سلم صديقا
و كان له حبيبا و صديقا
زوجه ابنته الوضيئة الكريمة الأجداد و الآباء
الطاهرة العفيفة
هاجر مع النبي صلى الله عليه و سلم في الأسحار
و كان معه ثاني اثنين في الغار
شهد مع النبي صلى الله عليه و سلم المشاهد
و واجه معه الشدائد .. و خاض الغزوات
و أيده الله بالانتصارات ..
كان لليل قواما ..و للنهار صواما
بين الناس متواضعا .. و عن الدنيا راغبا و زاهدا
و بالدين عالما و عاملا .. و للفضائل جامعا حائزا
لم يترك بابا من أبواب الخير إلا طرقه
و لا طريقا إلا سلكه .. سريع الدمعة .. بهي الطلعة
تقي من الأبرار .. بشره النبي صلى الله
عليه و سلم بالعتق من النار
و دخول الجنان مع الأخيار
بويع بالخلافة فتركها .. و اعتزل في البيت
و هجرها .. و لما استقرت له الإمامة
بعث جيش أسامة .. و قاتل المرتدين
و مانعي الزكاة المعاندين .. و أرسل الجيوش
فزلزل الملوك و هز العروش
و أتته الانتصارات .. و فتح الفتوحات
جمع القرآن .. و نشر الدين و الإيمان
كان خطيبا مفوها .. و خليفة معظما
موصوفا بالرأفة و الحلم .. و الدين و العلم
سبق الناس بالإسلام .. و إفشاء السلام
و إمامة الصلاة .. و تولى الخلافة .. احترم الكبير
و رحم الصغير
الضعيف عنده قوي حتى يأخذ الحق له
و القوي عنده ضعيف حتى يأخذ الحق منه
كان يمشي و قادته يركبون
و يحلب شياه الحي و الأطفال يشربون
تزوج أربعا .. و له من الأولاد ست
رقيق الحال عظيم القدر
صحب النبي صلى الله عليه و سلم
في الدنيا و في القبر .. و جليسه على الحوض
و رفيقه يوم العرض
توفي بالمدينة المنورة سنة 13 من الهجرة النبوية
و دفن لجوار خير البرية .. خاتم الأنبياء و إمام
الأصفياء صلى الله عليه و سلم
2 - عمر بن الخطاب رضي الله عنه
هو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن
عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط
بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤى
بن غالب القرشي العدوي أمير المؤمنين
و ثاني الخلفاء الراشدين ن صاحب الكرامات
و قائد الفتوحات ، أعز الله به الإسلام
و رفع به عن المؤمنين الآلام ، و ضرب السياط
و الحسام ، فرق الله به بين الحق و الباطل
و له السبق في الأوائل ، وافق رأيه القرآن
و انتشر على يديه الدين و الإيمان
و يخشاه الشيطان ، رجل الشدائد
و قاضي الحوائج ، صاحب الوقار و الهيبة
و سراج أهل الجنة ، الشديد في لين
المتسامح دون تقصير ، سريع الدمعة
بهي الطلعة ، خادم العجائز ، و عون العائز
الإمام العادل ، و الخليفة الفاضل ، شهد الوقائع
و للدين حصن دافع ، أول من صلى عند
الحرم علنا و هاجر جهرا ، له لسان صدق
و عرف بالحق ، لا يخشى في الله لومة لائم
و لحدود الله قائم ، يلتقي نسبه مع نسب
النبي صلى الله عليه و سلم في كعب
بن لؤى بن غالب ، ولد بعد الفيل بثلاث
عشرة سنة و أسلم قبل الهجرة بخمس سنوات
دعاء النبي صلى الله عليه و سلم له
دعا له النبي صلى الله عليه و سلم فقال
"اللهم أعز الإسلام بأحب العمرين إليك"
بعمرو بن هشام - أبو جهل - أو عمر بن الخطاب
فكان عمر أحب الرجلين إلى الله
فضله
له فضل عظيم قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم
"إن الله جعل الحق على لسان عمر و قلبه"
و قال :"لو كان نبيا بعدي لكان عمر"
و قال :"كان فيمن قبلكم محدثون ، و إن
يكن في أمتي منهم أحد فعمر"
و قال :"إني لأنظر إلى شياطين الإنس و الجن
قد فروا من عمر"
و قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه
"خير هذه الأمة بعد نبينا أبوبكر ، ثم عمر
رضي الله عنهما "
أوائله و سبقه
سبق غيره إلى أشياء تميز بها
فكان أول من هاجر جهرا
و أول من سمي بأمير المؤمنين
و أول من أرخ بالتاريخ الهجري
و أول من جمع الناس على قيام رمضان
و أول من أشار إلى جمع القرأن
و أول من منح الجوائز لحافظه
و أول من أسقط الجزية عن فقراء أهل الذمة
و العجزة منهم ، و أول من وضع علامات للذميين
و ختم رقابهم ، و أول من أمر بالتجنيد الإجباري
و أول من سير القضاة و المرشدين لمرافقة الجند
و أول من اتخذ القرارات المكتوبة
و أول من عقد المؤتمرات للقادة و الولاة
و أول من سار بالليل يتفقد أحوال الرعية
و أول من وضع الدواوين و سجل فيها أسماء الجند
و العطاءات ، و أول من اتخذ دارا للضيافة
وفاته
قتله أبو لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة
بن شعبة غيلة ، بخنجر في خاصرته
و هو في صلاة الصبح ، عاش بعد الطعنة
ثلاث ليال ، ثم توفاه الله
و دفن بجوار النبي صلى الله عليه و سلم
و صحبه أبي بكر رضي الله عنه
3 - عثمان بن عفان رضي الله عنه
هو عثمان بن عفان القرشي ، أمير المؤمنين
و ثالث الخلفاء الراشدين
و أحد العشرة المبشرين بالجنة
و صهر النبي صلى الله عليه و سلم
ذو النورين ، زوج البدرين النيرين
ولد في مكة المكرمة بعد عام الفيل
بست سنين ، و شب في بيت عظيم متين
اهتم أبوه بتربيته و تهذيبه ، و تأديبه و تعليمه
نشأ في ثراء ، و منعة و إباء
و تعلم القراءة و الكتابة ، و الحفظ و الرواية
جمع أنساب العرب، و الفنون و الأدب
و درس الأخبار ، و روى الأشعار .. فكان من
أحفظ الناس للبيت و البيتين ،
و الشطر و الشطرين
اشتغل بالتجارة ، و عرف بالبراعة و المهارة
تحلى بالأخلاق الكريمة ، و الصفات النبيلة
جمع الفضائل ، و حصد الشمائل
و ابتعد عن الرذائل .. لم يسجد لصنم
اشتهر بالجود و الكرم ، و كان كجبل فوقه علم
كان أمينا و أسلم قديما .. دخل الإسلام بعد
الرابعة و الثلاثين من السابقين الأولين
فحبسه عمه و عذبه ، و عنفه و أنبه
فكان قوي الجنان ، و ثبت على الإيمان
هاجر الهجرتين ، و رحل إلى الحبشة مرتين
تزوج ابنتي النبي صلى الله عليه و سلم
رقية و أم كلثوم الطاهرتين
و كان الزواج بوحي من السماء
امتلأ بالسعادة و الثناء
شهد المشاهد مع الرسول صلى الله عليه و سلم
و حارب بسيفه المسلول
تخلف عن غزوة بدر لتمريض السيدة رقية
الطاهرة التقية .. فضرب له
النبي صلى الله عليه و سلم بسهم في الغنائم
و أعطاه نصيبه من الدراهم
و أرسله إلى مكة المكرمة في بيعة الرضوان
فضرب له النبي صلى الله عليه و سلم بيده و قال
هذه لعثمان
كان رقيق البشرة عظيم اللحية
جميل الوجه .. ليس بالطويل و لا بالقصير
نال الاحترام و التقدير .. ضخم الساقين
طويل الذراعين ، بعيد المنكبين .. مناقبه كثيرة
و فضائله عظيمة .. جميل الصفات
صاحب الكرامات .. حلو اللسان ، قوي البيان
عظيم الشان .. سخي الكف ، عفيف النفس
لين الجانب ، أليف الصاحب
عرف بالحلم و السماحة ، و الكرم و الشجاعة
أمير الزهاد ، و فارس العباد .. سريع الدمعة
غزير العبرة ، يختم القرآن في ركعة
جميل الصبر ، كثير الشكر .. يتمتع بالتواضع
و الحياء ، و يمتاز بالإنفاق و السخاء
و العطاء للفقراء .. أمين الخلفاء
و أنيس الأمراء ، و أكرم الأغنياء الذي اشترى
بئر الماء ، و جهز جيش العسرة
و تأدب بأدب نبي الأمة .. ينفق كل ما في البيت
و يأكل الخل و الزيت .. أتم جمع المصحف الشريف
و صانه من التحريف .. يعجبه من الطعام ما قل
و من الأعمال ما جل
تولى الخلافة بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الخليفة الأواب .. فرفع راية الإسلام
و على يديه جرى الإنعام .. و فتح أرمينية
و غزا إفريقية .. و دخلت الجيوش خراسان
و دان بالإسلام أهل طبرستان
أول من وسع المسجد الحرام
و مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم
و تلقى الناس ذلك بالقبول
و قدم الخطبة في العيد على الصلاة
و أمر بالأذان الأول يوم الجمعة
و اتخذ الشرطة و بنى دارا للقضاء
و اتخد أهل الشورى من العظماء
له تسعة أبناء ذكور ، و سبع بنات كالحور
حاصره الثوار و قتلوه ، و بالسيف ضربوه
و سال دمه على المصحف الكريم
فطارت روحه بالخير و النعيم
قتلوه و هو صائم ، و بالحدود قائم
صام ليفطر مع الرسول الحبيب صلى الله عليه
و سلم في سعادة و ترحيب
بويع بالخلافة يوم الإثنين سنة ثلاث و عشرين
و قتل يوم الجمعة سنة خمس و ثلاثين
و عمره اثنين و ثمانين
و دفن ليلة السبت بين المغرب و العشاء في
"حش كوكب"
و هو مكان كان عثمان رضي الله عنه
اشتراه ثم وسع به البقيع
4 - علي بن أبي طالب رضي الله عنه
هو أبو تراب علي بن أبي طالب
حفيد كعب بن غالب .. الهاشمي النسب
القرشي الحسب
ابن عم النبي صلى الله عليه و سلم
و زوج ابنته ، و أحب عترته
فاطمة الزهراء ، كريمة الأجداد و الآباء
وهو أبو الحسنين السبطين الكريمين
البدرين النيرين .. أمير المؤمنين
و رابع الخلفاء الراشدين
أبوه سيد البطحاء ، و أهل الثناء
و حامل اللواء
تكفل النبي صلى الله عليه و سلم يتيما
و رباه صغيرا ، و ناصره نبيا و رسولا
أمه فاطمة بنت أسد الهاشمية ، التقية النقية
نبع الرحمة و عين الرأفة
أسلمت مع السابقين الأولين
و كانت في طليعة المهاجرين
كان النبي صلى الله عليه و سلم يزورها
و يقيل في بيتها .. و كفنها بقميصه
و ودعها بدموعه و صلاته
ولدته أمه في البيت الحرام
قبل ظهور الإسلام بنحو تسعة أعوام
ثم نشأ في بيت النبي صلى الله عليه و سلم
و أسلم و هو صبي
و أنعم صلى الله عليه و سلم
و أحسن إليه و رباه فأدبه ، و أكرمه و علمه
فتخلق بأخلاقه ، و اتسم بصفاته
تعلم على يديه الدين
و ما جاء به الوحي الأمين
كانت فطرته طاهرة نقية
و نفسه راضية مرضية .. كرم الله وجهه
و رفع ذكره .. فلم يسجد لصنم و لا وثن من الأوثان
فلم يتبع طريق الشيطان ، و يعبد الأوثان
و يقدم لها النذور و القربان
أو يبتهل عند الأصنام
و يذبح لها الأغنام و الأنعام
و لم يتمسح بحجر ، و لم يطف بشجر
كان جميل الصورة ، مليح السيرة
ليس طويلا و لا قصيرا
قوي الجسم و البنيان ، ثابت الجنان
كث اللحية ، حسن الوجه ، واضح البشاشة
يميل للسمنة ، ثقيل العينين ، عرض المنكبين
خشن اليدين ، أصلع الرأس ، متواضع اللبس
بسيط الرداء ، كأنه أفقر الفقراء
يلبس ثوب الصيف في الشتاء
و ثوب الشتاء في الصيف ، يحب إكرام الضيف
مناقبه كثيرة ، و خلاله عظيمة .. طيب الشمائل
محمود الفضائل .. جميل الصفات
صاحب الكرامات .. إمام العارفين
و قدوة العاملين .. رائد الفصحاء
و تاج البلغاء ، و نبراس الخطباء
باب مدينة العلم ، عظيم الحلم
يتفجر النور من جوانبه ، و ينطق الحكمة من نواحيه
إمام عدل ، لا يحكم بالباطل
و لا يرد عنده سائل ، أقام بمكة حتى وزع
الأمانات لأهلها ، و تأكد من أصحابها
ثم ثم هاجر ليلا سرا متخفيا بعيد المدى
شديد القوى .. أشجع الشجعان
و فارس الفرسان لا يشق له غبار
قاسم ظهر كل جبار .. لم يصارع أحدا إلا
قهره و لم يبارز أحدا إلا قتله
هزم البطل الشديد عمرو بن ود الصنديد
أعطاه النبي صلى الله عليه و سلم الراية
يوم خيبر ، و قتل مرحب اليهودي الذي
طغى و تجبر .. فتحت على يديه الفتوحات
و تتابعت الانتصارات
يرى له في الميدان كر ، و لأعدائه فر
لا ينظر إلى الثمين و الجليل
سهم لا يسلب القتيل .. و يجهز على مصاب
أو جريح ، و يراه من أقبح القبيح
لا يهتك سترا ، و لا يفشي سرا
شهد المشاهد ، و خرج في سبيل الله يجاهد .. له في
المعارك صولات ، و في الحروب جولات
خامد الفتن ، رجل المحن .. دافع المارقين ، قاهر
المشركين
إمام الزاهدين ، و ولي المؤمنين
كان للنبي صلى الله عليه و سلم كهارون
من موسى ، و فيه شبه من عيسى
كان إذا أرخى الليل سدوله ، و غارت نجومه
يستوحش من الدنيا و زهرتها ، و غرورها
و زخاريفها .. غزير العبرة ، طويل الفكرة
يبكي بكاء اليتيم ، يرتعش كأنه سقيم
أحب العبادة ، فكانت له رياضة
يعجبه من الطعام ما قل ، و من الأفعال ما جل
يعظم الدين و يحب المساكين
صاحب القلب العقول و اللسان السؤول
لم يجرب عليه كذب في القول
و لا خطل في فعل .. يحبه المؤمنون
و لا يبغضه إلا المنافقون
عاش حياته عابدا خاشعا
في سبيل الله مجاهدا ، لحدود الله قائما
حتى ناهز عمره الستين
فقتله ابن ملجم سنة أربعين
و فاضت روحه لرب العالمين
مقتبس من 100 قصة و قصة
لمحمد صديق المنشاوي رحمه الله
[/size][/size][/size]
عدل سابقا من قبل sonia في الأحد 21 مارس - 10:41 عدل 1 مرات