بسم الله الرحمان الرحيم
"العرب و التخلف المزمن"
في ضوء ما تعيشه أمتنا العربية و الإسلامية من نكبات و مصائب و ويلات فالجهل مطبق ، و المرض مرهق و الجراحات تتوالى يوما بيوم ... فلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ... من شر بنا محيط و لنا أريد و عنا حر طليق ."العرب و التخلف المزمن"
الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على سيد الأنبياء و المرسلين و على آله و صحابته أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أمـــا بعــــد ...
السلام عليكم أيها الأحبة الكرام و رحمة الله تعالى و بركاته
أمـــا بعــــد ...
السلام عليكم أيها الأحبة الكرام و رحمة الله تعالى و بركاته
قد فرضت الأحداث المعاصرة و المشاكل الراهنة بكل تداعياتها على المجتمعات العربية و الإسلامية أن تتنبه لخطر داهم و تحدي كبير قادم عليها بكل أطيافها و أقطارها و هذا للأخذ بالأسباب و معالجة الداء الذي يفتك بمقوماتها و أسسها بالدواء المناسب العاجل الغير آجل .
إذن هو "التخلف المزمن" الذي أصبح هاجسا تكابده و تعاني منه كل تلك المجتمعات العربية و الإسلامية , هذا الزاحف بكل ما يحمله من مفاسد و مشاكل متعددة , و ذلك بتأثيره بشكل مباشر و بطرق عديدة و مختلفة على الثقافة و الاقتصاد و السياسة و العدالة و غيرها .... , و التأثير الكبير و الأخطر يكون على المجتمع بكل درجاته و مميزاته التي يتميز بها بدخول ثقافة غريبة عنه و نمط مختلف عن مبادئه و أخلاقه و هذا لعجز أصاب منظومتنا الدفاعية المقاومة لهذه الأمراض . و عليه فإنه إذا لم تنبع إصلاحات و معالجات من العرب و المسلمين أنفسهم , لن يستطيعوا مواكبة الغرب و التغلب على تلك أحداث المعاصرة المضطردة , التي أصبحت ضرورة تلح عنا للتغير و الإسهام و إثبات أنفسنا مثلما فعل أبائنا من قبل عندما قادوا العالم و لا زالوا يبهرونه باختراعاتهم و اكتشافاتهم و أعمالهم في كل المجالات و بالأخلاق العالية التي كانت ترافقهم حتى في حروبهم و مع أعدائهم .... و مما لا يخفى على عاقل بصير أن أمة لا تعلم تاريخها و أحوالها المعاصرة لهي أمة غير جديرة بالنهوض و قيادة العالم .
و من هذا المنطلق أصبح لزاما على المجتمعات العربية أن تكون في المستوى المطلوب منها و الذي وجدت و بعثت لأجله و إلا فإن هذا الشبح سيعمق من جراحها و يتركها في مستنقعات الوحل و يرميها في مزابل التاريخ مثلما حدث لأوروبا في عصر الظلمات , و قد يصبح التخلف جزءا من حياتها , بل قد يتعايش كل منا على هذه العقلية و كأنها صفة ملتصقة بنا و بعالمنا العربي الإسلامي و نحن نجلس في اللقاءات و الحوارات و المنتديات نتناول القضية يوميا و نندب حظنا السيئ , ففي كل الحالات علينا أن نقر و نعترف بأننا نحن أنفسنا من هيأنا الظروف لتلك الذهنية المتخلفة و المتمسكة بعاداتها السيئة في التعامل مع حاضرها و نسيان ماضيها و الاكتفاء بالتلقي بدل الإرسال و الفاعلية , و ليكون هذا جزء من حياتنا و نهجا في مجتمعنا ...
و هنا يستوقفنا السؤال التالي ليطرح نفسه بقوة و يجعل مادة للنقاش الجاد و المنطقي عله يصبح ذا فائدة للجميع لاستخلاص العبر و الخروج بنتائج و حلول إذا أمكن ذلك ...
* هل المجتمعات العربية (الحالية) في مستوى ذلك التحدي القادم؟
و ما الذي قدمته للعالم في مختلف المجالات و خاصة الدينية منها؟
و بماذا تغلب الغرب عنا؟ وهل تقصير منا؟
فنحن لدينا كل مقومات النجاح للنهوض و إثبات وجودنا و مدى ترسخ و عظمة حضارتنا و قيمنا , و دعونا هنا لا ننسى أننا خير أمة بعثت للناس فأمرها كله خير و في خير و هذا ما بشر به المصطفى صلى الله عليه و سلم ... فغدا يباهى بنا على سائر الأمم , فهل نحن على قدر المسؤولية المناطة بنا لكي ننال تلك الرفعة العالية؟
أرجو تفاعلكم مع الموضوع فهو لي و لك و لغيرنا و لمستقبلنا المشرق الذي نحلم به و نتمناه ... و دعونا من حصر كل أهداف حياتنا بين إشباع للبطون و الرغبات و إغماض للعيون و ندع الباقي لكي يكون ما يكون .
و السلام عليكم