نجاة الطفل -الذي وصف بالمعجزة- وأمه المكلومة إحدى القصص التي أوجدها العدوان الإسرائيلي الذي دام ثلاثة أسابيع على قطاع غزة، حيث فاقت وفاء من غيبوبة استمرت أسبوعين لتكتشف أنها ولدت طفلا وما زال على قيد الحياة.
فما أن يأتي 10 يناير/كانون الثاني حتى تحتفي عائلة إياد بتاريخ ميلاده الأول، وهو اليوم الذي ستقدر فيه عائلته حقيقة أن والدته –رغم ما واجهته من مصاعب- ما زالت على قيد الحياة لتنضم إلى هذا الاحتفال.
وقالت صحيفة ذي غارديان التي التقت بوفاء وعائلتها إن ميلاد الطفل كاد يكون تاريخ وفاته ووفاة والدته.
ففي اليوم الرابع عشر من عملية "الرصاص المصبوب" التي شنتها إسرائيل على غزة، كانت وفاء (37 عاما) تحضر الطعام لزوجها وأولادها الأربعة وابنتيها، ومع اقتراب موعد ولادتها، حاولت الأم أن تستغل حالة الهدوء التي أعلنتها إسرائيل لتخرج مع شقيقتها غادة بحثا عن سيارة إسعاف، فتعذر ذلك وأخذتا تبحثان عن طبيب.
وفي الأثناء قررت وفاء العودة "نظرا لوجود العديد من الطائرات في الجو" التي استهدفتهما فجأة.
وتقول وفاء التي علمت بتفاصيل الأحداث لاحقا من شقيقتها "كنت خلف أختي، غير أن جسمي طار في الهواء وسقط أمامها، وحاول الناس مساعدتي، ولكن سقط فجأة صاروخ آخر، وعندما استيقظت وجدت نفسي عارية لأن جميع ثيابي كانت تحترق".
وبعد أن فقدت وفاء وعيها، جاءت سيارة الإسعاف بعد 15 دقيقة ليقرر طاقمها بأنها ميتة, ولكنهم نقلوها إلى أقرب مستشفى لاستخراج الجنين.
حتى أن المستشفى قرر أن وفاء كانت ميتة، ولكن لافتقاره إلى لوازم الولادة، ُنقلت إلى مستشفى الشفاء حيث قرر الأطباء إجراء عملية قيصرية، وأثناء ذلك أدركوا أن الأم ما زالت على قيد الحياة.
ونقلت وفاء بعد ذلك برفقة شقيقها –الذي أبلغها لاحقا بأن السلطات المصرية رفضت التصريح لها في بادئ الأمر باعتبارها حالة ميؤوس منها- إلى مستشفى الزيتونة بمصر لإجراء مجموعة من العمليات.
أما الطفل فقد أخذه والده لتعتني به شقيقته الكبرى دينا (18 عاما).
وبعد أسبوعين فاقت وفاء من الغيبوبة فأبلغها شقيقها بأنها في مصر وأن جميع أسرتها بخير، بمن فيهم إياد، ولكنها قالت حينها "ليس لدي طفل اسمه إياد"، فأكد لها بأنها أنجبته وهو بصحة جيدة.
وعادت وفاء إلى غزة بعد ستة أشهر أجريت لها خلالها عدة عمليات وفقدت رجلها اليسرى، والتقت بولدها الذي لم تره قط، وقالت "إياد لم يتقبلني، وكان دائما يُقبل على شقيقته معتقدا أنها أمه، وهذا ما أحزنني".
ورغم أنها تمكنت الآن من بناء علاقتها مع طفلها، فإن وفاء ما زالت تشعر بأنها ليست أم مناسبة، "فلا أستطيع أن اصطحبه لشراء الملابس وإعداد الطعام له، ولا أستطيع أن أفعل شيئا".
وتذكر الصحيفة أن إياد كان واحدا من بين 3500 طفل ولدوا أثناء الحرب، معظمهم بدون مساعدة طبية.
ولدى سؤالها عن ما يمكن أن تمنحه لإياد بعد عام من الحرب، تنهدت وفاء لفترة طويلة ثم قالت "أحلم بأن أكون قادرة على حضنه كأم طبيعية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: طريق الاسلام
فما أن يأتي 10 يناير/كانون الثاني حتى تحتفي عائلة إياد بتاريخ ميلاده الأول، وهو اليوم الذي ستقدر فيه عائلته حقيقة أن والدته –رغم ما واجهته من مصاعب- ما زالت على قيد الحياة لتنضم إلى هذا الاحتفال.
وقالت صحيفة ذي غارديان التي التقت بوفاء وعائلتها إن ميلاد الطفل كاد يكون تاريخ وفاته ووفاة والدته.
ففي اليوم الرابع عشر من عملية "الرصاص المصبوب" التي شنتها إسرائيل على غزة، كانت وفاء (37 عاما) تحضر الطعام لزوجها وأولادها الأربعة وابنتيها، ومع اقتراب موعد ولادتها، حاولت الأم أن تستغل حالة الهدوء التي أعلنتها إسرائيل لتخرج مع شقيقتها غادة بحثا عن سيارة إسعاف، فتعذر ذلك وأخذتا تبحثان عن طبيب.
وفي الأثناء قررت وفاء العودة "نظرا لوجود العديد من الطائرات في الجو" التي استهدفتهما فجأة.
وتقول وفاء التي علمت بتفاصيل الأحداث لاحقا من شقيقتها "كنت خلف أختي، غير أن جسمي طار في الهواء وسقط أمامها، وحاول الناس مساعدتي، ولكن سقط فجأة صاروخ آخر، وعندما استيقظت وجدت نفسي عارية لأن جميع ثيابي كانت تحترق".
وبعد أن فقدت وفاء وعيها، جاءت سيارة الإسعاف بعد 15 دقيقة ليقرر طاقمها بأنها ميتة, ولكنهم نقلوها إلى أقرب مستشفى لاستخراج الجنين.
حتى أن المستشفى قرر أن وفاء كانت ميتة، ولكن لافتقاره إلى لوازم الولادة، ُنقلت إلى مستشفى الشفاء حيث قرر الأطباء إجراء عملية قيصرية، وأثناء ذلك أدركوا أن الأم ما زالت على قيد الحياة.
ونقلت وفاء بعد ذلك برفقة شقيقها –الذي أبلغها لاحقا بأن السلطات المصرية رفضت التصريح لها في بادئ الأمر باعتبارها حالة ميؤوس منها- إلى مستشفى الزيتونة بمصر لإجراء مجموعة من العمليات.
أما الطفل فقد أخذه والده لتعتني به شقيقته الكبرى دينا (18 عاما).
وبعد أسبوعين فاقت وفاء من الغيبوبة فأبلغها شقيقها بأنها في مصر وأن جميع أسرتها بخير، بمن فيهم إياد، ولكنها قالت حينها "ليس لدي طفل اسمه إياد"، فأكد لها بأنها أنجبته وهو بصحة جيدة.
وعادت وفاء إلى غزة بعد ستة أشهر أجريت لها خلالها عدة عمليات وفقدت رجلها اليسرى، والتقت بولدها الذي لم تره قط، وقالت "إياد لم يتقبلني، وكان دائما يُقبل على شقيقته معتقدا أنها أمه، وهذا ما أحزنني".
ورغم أنها تمكنت الآن من بناء علاقتها مع طفلها، فإن وفاء ما زالت تشعر بأنها ليست أم مناسبة، "فلا أستطيع أن اصطحبه لشراء الملابس وإعداد الطعام له، ولا أستطيع أن أفعل شيئا".
وتذكر الصحيفة أن إياد كان واحدا من بين 3500 طفل ولدوا أثناء الحرب، معظمهم بدون مساعدة طبية.
ولدى سؤالها عن ما يمكن أن تمنحه لإياد بعد عام من الحرب، تنهدت وفاء لفترة طويلة ثم قالت "أحلم بأن أكون قادرة على حضنه كأم طبيعية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: طريق الاسلام