على قمم الجبال
أما بعد..
فهذه رحلة مع أقوام من الصالحين..
الذين تنفسوا في الطاعات.. وتسابقوا إلى الخيرات..
نعم.. مع الذين سارعوا إلى مغفرة من ربهم وجنات..
هذه أخبار أقوام.. لم يتهيبوا صعود الجبال.. بل نزعوا عن أعناقهم الأغلال.. واشتاقوا إلى الكريم المتعال..
هم نساء ورجال.. علو إلى قمم الجبال..
ما حجبتهم عن ربهم لذة.. ولا اشتغلوا عن دينهم بشهوة..
فأحبهم ربهم وأدناهم .. وأعلى مكانهم وأعطاهم ..
{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٧﴾ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ} [سورة السجدة: 17-18]..
نعم.. والله لا يستوون..
لا يستوي من ليله قيام.. ونهاره صيام..
مع من ليله عزف وأنغام.. ونهاره كالأنعام..
لا يستوون..
{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٩﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ} [سورة السجدة: 19-20]..
وإذا اردت أن تقف على حال المتقين..
فانتقل معي إن شئت إلى هناك.. انتقل إلى المدينة..
وانظر إلى أولئك الفقراء.. انظر إلى أبي هريرة وسلمان.. وأبي ذر وبلال..رضي الله عنهم وقد أقبلوا إلى النبي عليه السلام.. يشتكون من الأغنياء..
عجباً!!، الفقراء يشتكون من الأغنياء!!، نعم.. فلماذا يشتكون..
هل لأن طعام الأغنياء ألذ من طعامهم.. أم لأن لباس الأغنياء ألين من لباسهم..
أم لأن بيوت الأغنياء أرفع من بيوتهم.. كلا.. ما كانت هذه شكاتهم.. ولا كان في هذا تنافسهم..
أقبلوا حتى وقفوا بين يدي النبي عليه السلام..
فقالوا يا رسول الله.. جئنا إليك نشتكي من الأغنياء..
قال: "وما ذاك"..
قالوا: "يا رسول الله.. ذهب أهل الدثور بالأجور والدرجات العلى.. يصلون كما نصلي.. ويصومون كما نصوم.. ولكن لهم.. فضول أموال فيتصدقون.. ولا نجد ما نتصدق"..
فقال لهم النبي عليه السلام: "ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه سبقتم من قبلكم ولم يدركم أحد ممن يجيء بعدكم؟".
قالوا: "نعم"..
قال: "تسبحون في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين.. وتحمدون ثلاثاً وثلاثين.. وتكبرون ثلاثاً وثلاثين.. إنكم إذا فعلتم ذلك سبقتم من قبلكم ولم يدركم أحد ممن يجيء بعدكم"..
فرح الفقراء بذلك.. فلما قضيت الصلاة فإذا لهم زجل بالتسبيح والتكبير والتحميد..
التفت الأغنياء فإذا الفقراء يسبحون.. سألوهم عن ذلك.. فأخبروهم بما علمهم النبي عليه السلام.. فما كادت الكلمات تلامس أسماع الأغنياء.. حتى تسابقوا إليها.. نعم .. إذا أبو بكر يسبح.. وإذا ابن عوف يسبح.. وإذا الزبير يسبح..
فرجع الفقراء إلى النبي عليه السلام.. فقالوا: يا رسول الله سمع إخواننا الأغنياء بما علمتنا.. ففعلوا مثلنا.. فعلمنا شيئاً آخر..
فقال صلى الله عليه وسلم: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..
والحديث رواه ابن حبان وابن خزيمة..
نعم.. {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}[سورة الأنبياء: 90]..
فهذه قمم.. من قمم الجبال..
وليبشر كلُّ من وصل إلى شرفاتها.. وسكن في روضاتها..
بجنات ونهر.. في مقعد صدق عند عزيز مقتدر..
أما بعد..
فهذه رحلة مع أقوام من الصالحين..
الذين تنفسوا في الطاعات.. وتسابقوا إلى الخيرات..
نعم.. مع الذين سارعوا إلى مغفرة من ربهم وجنات..
هذه أخبار أقوام.. لم يتهيبوا صعود الجبال.. بل نزعوا عن أعناقهم الأغلال.. واشتاقوا إلى الكريم المتعال..
هم نساء ورجال.. علو إلى قمم الجبال..
ما حجبتهم عن ربهم لذة.. ولا اشتغلوا عن دينهم بشهوة..
فأحبهم ربهم وأدناهم .. وأعلى مكانهم وأعطاهم ..
{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٧﴾ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ} [سورة السجدة: 17-18]..
نعم.. والله لا يستوون..
لا يستوي من ليله قيام.. ونهاره صيام..
مع من ليله عزف وأنغام.. ونهاره كالأنعام..
لا يستوون..
{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٩﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ} [سورة السجدة: 19-20]..
وإذا اردت أن تقف على حال المتقين..
فانتقل معي إن شئت إلى هناك.. انتقل إلى المدينة..
وانظر إلى أولئك الفقراء.. انظر إلى أبي هريرة وسلمان.. وأبي ذر وبلال..رضي الله عنهم وقد أقبلوا إلى النبي عليه السلام.. يشتكون من الأغنياء..
عجباً!!، الفقراء يشتكون من الأغنياء!!، نعم.. فلماذا يشتكون..
هل لأن طعام الأغنياء ألذ من طعامهم.. أم لأن لباس الأغنياء ألين من لباسهم..
أم لأن بيوت الأغنياء أرفع من بيوتهم.. كلا.. ما كانت هذه شكاتهم.. ولا كان في هذا تنافسهم..
أقبلوا حتى وقفوا بين يدي النبي عليه السلام..
فقالوا يا رسول الله.. جئنا إليك نشتكي من الأغنياء..
قال: "وما ذاك"..
قالوا: "يا رسول الله.. ذهب أهل الدثور بالأجور والدرجات العلى.. يصلون كما نصلي.. ويصومون كما نصوم.. ولكن لهم.. فضول أموال فيتصدقون.. ولا نجد ما نتصدق"..
فقال لهم النبي عليه السلام: "ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه سبقتم من قبلكم ولم يدركم أحد ممن يجيء بعدكم؟".
قالوا: "نعم"..
قال: "تسبحون في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين.. وتحمدون ثلاثاً وثلاثين.. وتكبرون ثلاثاً وثلاثين.. إنكم إذا فعلتم ذلك سبقتم من قبلكم ولم يدركم أحد ممن يجيء بعدكم"..
فرح الفقراء بذلك.. فلما قضيت الصلاة فإذا لهم زجل بالتسبيح والتكبير والتحميد..
التفت الأغنياء فإذا الفقراء يسبحون.. سألوهم عن ذلك.. فأخبروهم بما علمهم النبي عليه السلام.. فما كادت الكلمات تلامس أسماع الأغنياء.. حتى تسابقوا إليها.. نعم .. إذا أبو بكر يسبح.. وإذا ابن عوف يسبح.. وإذا الزبير يسبح..
فرجع الفقراء إلى النبي عليه السلام.. فقالوا: يا رسول الله سمع إخواننا الأغنياء بما علمتنا.. ففعلوا مثلنا.. فعلمنا شيئاً آخر..
فقال صلى الله عليه وسلم: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..
والحديث رواه ابن حبان وابن خزيمة..
نعم.. {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}[سورة الأنبياء: 90]..
فهذه قمم.. من قمم الجبال..
وليبشر كلُّ من وصل إلى شرفاتها.. وسكن في روضاتها..
بجنات ونهر.. في مقعد صدق عند عزيز مقتدر..
فأكرم بجنات النعيم وأهلها ** إخوان صدق أيما إخوان
جيران رب العالمين وحزبه ** أكرم بهم في صفوة الجيران
هم يسمعون كلامه ويرونه ** والمقلتان إليه ناظرتان
وعليهم فيها ملابس سندس ** وعلى المفارق أحسن التيجان
تيجانهم من لؤلؤ وزبرجد ** أو فضة من خالص العقيان
وخواتم من عسجد وأساور ** من فضة كسيت بها الزندان
وطعامهم من لحم طير ناعم ** كالبخت يطعم سائر الألوان
وصحافهم ذهب ودر فائق ** سبعون الفا فوق ألف خوان
إن كنت مشتاقا لها كلفا بها ** شوق الغريب لرؤية الأوطان
كن محسنا فيما استطعت فربما ** تجزى عن الإحسان بالإحسان
واعمل لجنات النعيم وطيبها ** فنعيمها يبقى وليس بفان
أدم الصيام مع القيام تعبدا ** فكلاهما عملان مقبولان
قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم ** إلا كنومة حائر ولهان
فلربما تأتي المنية بغتة ** فتساق من فرش إلى الأكفان
يا حبذا عينان في غسق الدجى ** من خشية الرحمن باكيتان
واغضض جفونك عن ملاحظة النسا ** ومحاسن الأحداث والصبيان
اعرض عن النسوان جهدك وانتدب ** لعناق خيرات هناك حسان
في جنة طابت وطاب نعيمها ** من كل فاكهة بها زوجان
لا تحقرن من الذنوب صغارها ** والقطر منه تدفق الخلجان
وإذا عصيت فتب لربك مسرعا ** حذر الممات ولا تقل لم يان
لا تتبع شهوات نفسك مسرفا ** فالله يبغض عابدا شهواني
ومن استذل لفرجه ولبطنه ** فهما له مع ذا الهوى بطنان
أظمئ نهارك ترو في دار العلا ** يوما يطول تلهف العطشان
لا خير في صور المعازف كلها ** والرقص والإيقاع في القضبان
إن التقي لربه متنزه ** عن صوت أوتار وسمع أغان
وتلاوة القرآن من أهل التقى ** سيما بحسن شجا وحسن بيان
أشهى وأوفى للنفوس حلاوة ** من صوت مزمار ونقر مثان
وحنينه في الليل أطيب مسمعاً ** من نغمة النايات والعيدان
يومُ القيامة لو علمت بهوله ** لفررت من أهل ومن أوطان
يومٌ تشققت السماء لهوله ** وتشيب فيه مفارق الولدان
يومٌ عبوس قمطرير شره ** في الخلق منتشر عظيم الشان
يوم يجيء المتقون لربهم ** وفدا على نجب من العقيان
ويجيء فيه المجرمون إلى لظى ** يتلمظون تلمظ العطشان
والجنة العليا ونار جهنم ** داران للخصمين دائمتان
الشيخ الدكتور محمد العريفي
مقتطفات من محاضره قمم الجبال
جيران رب العالمين وحزبه ** أكرم بهم في صفوة الجيران
هم يسمعون كلامه ويرونه ** والمقلتان إليه ناظرتان
وعليهم فيها ملابس سندس ** وعلى المفارق أحسن التيجان
تيجانهم من لؤلؤ وزبرجد ** أو فضة من خالص العقيان
وخواتم من عسجد وأساور ** من فضة كسيت بها الزندان
وطعامهم من لحم طير ناعم ** كالبخت يطعم سائر الألوان
وصحافهم ذهب ودر فائق ** سبعون الفا فوق ألف خوان
إن كنت مشتاقا لها كلفا بها ** شوق الغريب لرؤية الأوطان
كن محسنا فيما استطعت فربما ** تجزى عن الإحسان بالإحسان
واعمل لجنات النعيم وطيبها ** فنعيمها يبقى وليس بفان
أدم الصيام مع القيام تعبدا ** فكلاهما عملان مقبولان
قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم ** إلا كنومة حائر ولهان
فلربما تأتي المنية بغتة ** فتساق من فرش إلى الأكفان
يا حبذا عينان في غسق الدجى ** من خشية الرحمن باكيتان
واغضض جفونك عن ملاحظة النسا ** ومحاسن الأحداث والصبيان
اعرض عن النسوان جهدك وانتدب ** لعناق خيرات هناك حسان
في جنة طابت وطاب نعيمها ** من كل فاكهة بها زوجان
لا تحقرن من الذنوب صغارها ** والقطر منه تدفق الخلجان
وإذا عصيت فتب لربك مسرعا ** حذر الممات ولا تقل لم يان
لا تتبع شهوات نفسك مسرفا ** فالله يبغض عابدا شهواني
ومن استذل لفرجه ولبطنه ** فهما له مع ذا الهوى بطنان
أظمئ نهارك ترو في دار العلا ** يوما يطول تلهف العطشان
لا خير في صور المعازف كلها ** والرقص والإيقاع في القضبان
إن التقي لربه متنزه ** عن صوت أوتار وسمع أغان
وتلاوة القرآن من أهل التقى ** سيما بحسن شجا وحسن بيان
أشهى وأوفى للنفوس حلاوة ** من صوت مزمار ونقر مثان
وحنينه في الليل أطيب مسمعاً ** من نغمة النايات والعيدان
يومُ القيامة لو علمت بهوله ** لفررت من أهل ومن أوطان
يومٌ تشققت السماء لهوله ** وتشيب فيه مفارق الولدان
يومٌ عبوس قمطرير شره ** في الخلق منتشر عظيم الشان
يوم يجيء المتقون لربهم ** وفدا على نجب من العقيان
ويجيء فيه المجرمون إلى لظى ** يتلمظون تلمظ العطشان
والجنة العليا ونار جهنم ** داران للخصمين دائمتان
الشيخ الدكتور محمد العريفي
مقتطفات من محاضره قمم الجبال
للامانة منقول