كان الإنسان في الماضي يشاهد عالماً كبيراً في الفضاء ، مكوناً من الشمس ، و القمر ، و النجوم ، و لكنه يشاهد سارية أو عمود تقوم عليها تلك الكواكب ( اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ) سورة الرعد .
إلا أن الإنسان في العصر الحاضر يشاهد في الآية الماضية تفسيراً لمشاهداته التي تثبت أن الأجرام السماوية قائمة دون عمدفي الفضاء اللانهائي ، و هي التي تساعد كل هذه الأجرام على البقاء في أماكنها المحددة لها ، فلا تسقط على الأرض ، و لا يصطدم بعضها ببعضها الآخر . و بهذا يظهر لنا سر التعبير القرآني ( بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ) مما يشير إلى وجود عمد غير مرئية و هي ما يتم بفعل الجاذبية و قانونها . إن الكلام لو لم تذكر فيه كلمة ( ترونها ) لتام و كامل و مفهوم ، و لكنها وضعت - و الله أعلم - لهذا الغرض ، لتلفت نظر الإنسان إلى وجود شيء غير مرئي سيدركه الإنسان يوماً ما بعقله و إن لم يره بعينه ، ألا و هو قانون الجاذبية . و هناك ما يسمى بالجاذبية الأرضية و سيتم إثباته بإذن الله تعالى في وقت لاحق .