بسم الله الرحمان الرحيم
هل أجسادنا على النار تقوى ؟
فإن كانت على النار تقوى فما عليكم إلا أن نبدأ بهذه التجربة على أنفسنا,
فليأخذ كلٌ منا عود كبريت ثم يشعله ويضع أصغر أصابع يده ولينتظر ثانية واحده أو جزء من الثانية ,
فبماذا ستشعر في هذه الثانية ؟
أكيد ستشعر بحرقة وألم من خلال الجلد , لأن الآلام الحقيقية في جسم الانسان هو الجلد فاللحوم والشحوم في داخل الانسان ليست هي مصدر الألم الأول , لأنها عند الإحتراق تكون مغلفة بالجلد وهو المصدر الأول للتألم
لقوله تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ } النساء: 56
فالله سبحانه وتعالى قد بين لنا في هذه الآية أن المقصود بالعذاب هو عذاب الجلد ولم يقل نضجت لحومهم بل قال إذا نضجت جُلُودُهُمْ بدلناهم جلودا ً غيرها ليذوقوا العذاب لأن الألم والعذاب لا يكون إلا عن طريق الجلد,
فبماذا سنقي جلودنا يوم القيامة ؟
فما من مسلم على وجه الأرض إلا ويعرف طرق الوقاية من هذا العذاب ولكنهم لا يريدون أن يقوا جلودهم من هذا العذاب,
أفي أعينهم غشاوة أم في قلوبهم أكنة تمنعهم من الإمتثال إلى ما فرض الله عليهم من الفرائض التي تجنبهم من عذابه
ألم يأن الآن أن تراجعوا حساباتكم وترحموا جلودكم من النار
قبل
أن يداهمنا الموت في أي لحظة
أم أنكم ستقولون إن الله لغفور رحيم
ونسيتم أن الله شديد العقاب
فيجب علينا أخواني وأخواتي أن نتذكر لأن الذكرى تنفع المؤمنين .
أسأل الله العلي القدير أن يجنبنا جميعـًا نار حهنم وأن يجعل الجنة هي مفازنا وقرارنا , وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين ..