من طرف ???? الخميس 17 مارس - 0:12
لي الشرف أن أبدأ أولا
قصة وقعت بإحدى المناطق الرعوية بالجزائر
كان هنالك رجل ثري جدا فقد كان يملك ما يقارب ألفي رؤوس من الغنم و خمسمائة بقرة و خمسة آلاف دجاجة فكان كثير التصدق و رحيما للمساكين و مشفقا عليهم.
ذات مرة كان له بعض الأعمال في العاصمة الجزائر فقرر الذهاب و عائلته هناك لمدة أسبوع لقضاء بعض الوقت و الإبتعاد عن هدوء الريف لبعض الشيئ لمعايشة الزحمة و الضوضاء المجودة ابالمدينة
المهم ان الرجل لما أراد السفر وكّل إحدى الشباب على حظيرة الغنم و الانعام و الدواجن و و عده بأن يعطيه 1000 دينار جزائري مقابل كل ليلة يقضيها في الأربع أيام و إذا زاد غياب الرجل عن أربعة أيام فإن الاجر سيزيد بـ1000 دينار لكل ليلة بمعنى اليوم الختمس 2000 دينار و السادس 3000 دينار و السابع 4000 دينار هذا إذا زاد غياب الرجل الغني صاحب المزرعة عن أربعة أيام.
بطبيعة الحال وافق الشاب على العرض السخي و المغري و لم يتردد في ذلك دون ان يعلم أن مكوثه بالمزرعة و حراستها سيكون و يبقى كابوسا يطارده مدى الحياة و سيشكل له هاجسا ماطالت عمره و بقيت روحه في جسده.
جهز الرجل و عائلته اغراضهم كلها يوم الجمعة صباحا و انطلقوا صوب إلى العاصمة و قد سلموا المفاتيح للشاب.حل الليل و نشر الظلام اجنحته على الكون و المزرعة فسارع الشاب إلى إدخال الغنم و البقر إلى زرائبها و أطعم الدجاج و دخل الفيلا و هو يمنى نفسه بليلة هانئة يقضيها مستمتعا بالتلفاز و مترفها بألعاب الفيديو و غائصا في عالم النت يتعرف على البنات و يخاطبهن.
دخل الشاب الفيلا و أغلق الأبواب السبعة لها و التي تنتهي بغرفته مباشرة لان صاحب المزرعة لم يعط للشاب كل مفاتيح الغرف بل اعطى له سبعة مفاتيح يغلق ىخرها غرفته بالضبط إذ لم يكن بإمكان الشاب التجول في أرجاء الفيلا كلها.
أوى الشاب إلى غرفته فشغل البلايستيشن و لعب لعبة كرة القدم المفضلة لديه و لما دقت الحادية عشر ليلا شغل التلفاز و استلقى على سريره و بقي يشاهد ما تعرضه القنوات.
مر الوقت و دقت الساعة منتصف الليل فسمع الشاب صياح الأغنام و ضوضاءا كبرة عندهم,ثم سمع بعد ذلك صوت الباب السابع و هو ينفتح!!!!أهنالك غيره بالفيلا؟؟؟؟؟,ثم السادس,ثم الخامس,ثم الرابع,ثم الثالث,ثم الثاني فتنحى إلى ركن من الغرفة و قد ذهب الدم من وجهه و الروح من جسده و هو ينتظر ماذا سيحدث عند باب غرفته و هو ماتبقى من الابواب التي لم تفتح.
نعم,لقد راى بأم عينيه أن الباب ينفتح ببطئ و روية فتحمس لرؤية من يفتح الأبواب و خاف في آن واحد.لقد إنفتح الباب فدخلت عجوز طاعن في السن شعرها أبيض و ملابسها رثة و جسمها مكسو بالغبار و التراب و بعض الحشرات فجلست أمام الباب و بكت و بقيت تبكي و تبكي وتبكي لمدة طويلة و ما غن دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل أوقفت العجوز البكاء و خرجت من الغرفة دون مخاطبة الشاب أو النظر فيه ,فأغلقت الباب الأول ثم الثاني و الثالث و الرابع و الخامس و السادس و السابع نعم اغلقتهم جميعا و الشاب لا يزال نصفه حيا و نصفه ميتا لكن لم يكن بيده أية حيلة للخروج من البيت فالناس كلهم نيّام حتى أهله و لو يخرج في وقت كهذا فمؤكد انه سيلقى مالا يسره خارجا.جمع الشاب قواه المنهارة و قرّر ان يكمل الليلة هنا و ان يذهب باكرا إلى مخفر الشرطة ليخبرهم عما حدث له.اكمل الشاب ليليته ضد الزمن و ما إن سطع الضوء إذا به يتجه نحو مخفر الشرطة ليخبرهم عن قصته مع العجوز,سرد الشاب قصته مع العجوز على الشرطة لكنهم لم يصدقوه رغم انه كان منهارا بالبكاء بل و اعطاهم حتى اوصاف العجوز التي أتته لكنهم أدهشوه و زادوا صدمته بعدما اخبروه ان العجوز التي وصفها لهم قد توفيت منذ 15 سنة و ليس لها أي قريب هنا عدا ولدها الذي توفي قبلها مقتولا من طرف سكارى مجانين.
هنا احتار الشاب فماذا يفعل:هل يترك المزرعة التي هي امانة في رقبته ام يخون الامانة لكنها خاف من بطش الأثرياء و عظمة سلطانهم فأبى إلا ان يقضي ليلته الثانية في المزرعة :أدخل القطعان و اطعم الدجاج و أغلق الأبواب السبعة بإحكام و دخل غرفته ,ترك النور شغالا و تمدد في سريره و الريق قد هجر فمه و ما غن دقت الساعة المنتصف الليل فإذا بنفس الشيئ يتكرر:الأغنام تصيح و الأبواب تفتح الاول الثاني الثالث الرابع الخامس السادس ثم باب غرفته يفتح من جديد و نفس العجوز تقف اما الباب متباكية و هي تخفي عينيها لكن الشاب المسكين الذي لا حول له و لا قوة بقي متنحيا على جهة.دقت الواحدة بعد منتصف الليل و رحلت العجوز و اغلقت الأبواب كلها و بقي الشاب مستيقظا اليلة كلها و هو يتنظر بلهفة طلوع الفجر.جاء الفجر و ظهر بصيص من النور فاتجه الشاب بسرعة البرق و هو يتعثر في الخطى ليخبر الشرطة عما حصل له ليلة البارحة لكنهم لم يصدقوه بالمرة بل و اتهموه بالجنون الغباء و الحماقة.
هنا كان الشاب على وشك أن يتخذ قرارا جازما بان لا يعود لتلك المزرعة "المسكونة" بالموتى الأحياء لكنه لا يستطيع لسبب واحد فقط ! لانه مكلف بمسؤولية عليه ان يؤديها فلا مجال للتلاعب باملاك الناس فالقانون لا يرحم و الناس كذلك لا يرحمون بخصوص رزقهم.
نعم لقد قرر المبيت لليلة الثالثة :أدخل الانعام كلها و اطعم الدجاجو أحكم غلق الابواب و التي تنتهي بغرفته,دقت الساعة المنتصف الليل و تكرر السيناريو من جديد:الابواب تفتح واحد تلو الآخر و بقي بابه فقط مغلقا لكنه بدأ يفتح ببطأ وإذا بالعجوز نفسها تدخل الغرفة و تجهش بالبكاء و كأنه قد سمعها تقول "لقد قتلوه",هنا تماسك الشاب و قرر ان يقدم على خطوة جريئة فتقدم نحو العجوز الباكية و سالهه:من قتلوه يا أمّه من؟؟؟!!! هنا أزاحت العجوز يداها عن عينيها و قالت للشاب و هي تصرخ في وجهه:أنت من قتله!!!!
أتمنى انني وفّقت في سرد احداث القصة التي أنهكتني كتابتها