ثورة المعلومات، كما يؤكد العارفون وكما نلمسها يومياً .. نعمة معرفية. والانترنيت ـ بما لا نقاش فيه ـ حضارة وعالم يختصر العالم في صندوق صغير.
إنّه عدّة معلّمين في معلّم واحد.
وجملة وظائف في جهاز واحد.
قديماً كان (الأُمِّيّ) هو الذي لا يعرف القراءة والكتابة.
اليوم .. الأُمِّيّ هو الذي لا يعرف كيف يتعامل مع الكمبيوتر.
المعلومات بالأمس .. متعذّرة وغالية ومحدودة وبعيدة لا يمكن جمع شتاتها في آن واحد ومكان واحد .. هي اليوم رخيصة ومتاحة بوفرة ومجموعة في الزمان والمكان ولا تحتاج إلى أكثر من نقرة.
العالم اليوم (نوافذ) يطل بعضها على بعض.
فالتعلّم من خلال الحاسوب (الكمبيوتر) يحقق الغايات التربوية التالية:
1- ـ ينمِّي عادة التفكير الإيجابي والإبداعي وبأنماط وطرق مختلفة.
2-ـ يعمِّق مفهوم المشاركة والتواصل مع الغير .
3- ـ يساعد على قبول القضايا الخلافية.
4- ـ يعين على التعلّم من خلال الخطأ والتجربة والمحتمل والمجهول.
5- ـ يوفر فرصة التعلّم بـ (الرمزيّات) و (المحسوسات) أيضاً.
6- ـ يهيِّئ المتعلّم للعمل والتطبيق العمليّ، بل و (التعليم الاستكشافي)(( )).
7- ـ يجعل المستخدم يستثمر أوقات فراغه إن شاء بشكل أفضل، وإن أراد بشكل سيِّئ، بالإضافة إلى أنّه يكسر رتابة البرامج التعليمية المملّة.
8- ـ يساعد في تنشيط المهارات لدى المستخدم.
9- ـ يحقق قدراً لا بأس به من الترفيه والترويح.
10- ـ يمكنك من الوصول إلى مصادر المعرفة، وكيفية توظيفه.
11- ـ يكسبك المرونة وسرعة التفكير وقابلية التنقل، وبالتالي فإنّه يعينك على تحقيق ذاتك.
12- ـ يجيب على أسئلتك، ويفتح لك المجال لطرح الأسئلة.
وبالدراسة ثبت أنّ الطالب الذي يعمل على الحاسب الآلي في البيت، أعلى في مستواه الثقافي من الطالب الذي ليس لديه حاسب آلي، وإنّ الوقت المنفق على الحاسب الآلي في البيت أكثر قيمة من الوقت الذي يمضيه الطالب مع نفس الجهاز في المدرسة.
والآن، ماذا يمكن أن تتعلّم من هذا المعلّم الواسع العطاء؟
ببساطة .. كل شيء.
من إيجابيات ومحاسن هذا المعلّم الكبير، وهي كثيرة جدّاً:
1- ـ يجعل المخترعات تتزايد بمتواليات هندسية، أي انّها تتفرّع وتتفرّع، مما يزيد في رقعة الابداع والابتكار والاختيار.
2- ـ لديه القدرة الهائلة على خزن ومعالجة البيانات، حيث يمكن ـ كما يقول الخبراء ـ اقتناء (دائرة المعارف البريطانية) بأكملها مسجلة على قرص لا يتجاوز نصف قطره البوصتين والنصف.
3- ـ ما يوفره من التزاوج بين (الاتصالات) و (المعلومات) وذلك من خلال حوار الحواسب أياً كان موقعها الجغرافي، وعبر الهاتف والبريد الالكتروني وبرامج المحادثة.
4- ـ قدرته على الجمع بين (الصوت) و (الصورة) و (النصّ) و (الرقم) بشكل متكامل.
5- ـ امكاناته الواسعة في تزويدنا بنظم خبيرة في الطب والادارة والتصنيع والمال والتسويق والتعليم والإعلام والترفيه .. الخ.
6- ـ يوفّر فرصاً ـ لم تكن متصوّرة ـ لنشر الدين والقيم الانسانية والأخلاق والفضائل.
ومن مساوئ ومضار الانترنيت:
1- ـ إدمان الجلوس بين يديه عنده لساعات طويلة بما يعطّل الكثير من أنشطة المستخدم الأخرى: العلمية والاجتماعية والعبادية والرياضية والانتاجية.
2- ـ الابتعاد عن الواقع المعاش بما ينتج عن تفكك الروابط والعلاقات المباشرة، والاستعاضة عنها بلقاءات الغرف الالكترونية.
3- ـ الاستغراق في التعامل الآلي يهدّد بالخوف من الغاء انسانية الانسان.
4- ـ تسخيره في ترويج (العنف) والمشاركة فيه، و (الجنس) والتورط في مباذله.
5- ـ طرحه لأفكار ضالّة ومضلّلة قد تشوّه وتشوش رؤية الشاب المسلم لاسلامه، ما لم يكن ذا خلفية ثقافية اسلامية متينة.