،،،
مر إبراهيم بن اسحاق - رضي الله عنه - بسوق البصرة , فاجتمع الناس إليه الناس و قالو له
يا أبا اسحاق مالنا ندعو فلا يستجاب لنا !؟ ، قال : لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشيئا ، من بينها :
" اذا انتبهتم من النوم ، اشتغلتم بعيوب الناس و نسيتم عيوبكم "
،،،
أ ترون كم من الناس خاليا من العيوب ؟ .. لا أحد إطلاقا !
اذن فما هذا الهمز و اللمز و كشف عيوب الناس و إبانة مواضع النقص فيهم ؟
و هل نحن لا عيب فينا حتى نكشف عن عيوب الاخرين ؟
أم هل نظهر عيوب الناس فيسكت عن عيوبنا الناس ؟
لا هذا .. و لا ذاك ، إنما من اظهر للناس عيبا أظهروا له ألف عيب
فمن يبتع عورات الناس و يتقص اخبارهم و عيوبهم يرسل الله سبحانه و تعالى من يتقصى عيوبه و اخباره و مساوئ اهل بيته ايضا
و قديما قيل :
أرى كل انسان يرى عيب غيره و يعمى عن العيب الذي هو فيه
و ما خير من تخفى عليه عيوبه و يبدو له العيب الذي لأخيه
ما اكثر ما نشتغل بعيوب الناس ناسين او متناسيين امورا مهمة :
* انهم بشر مثلنا و يقعون في الخطا و يقع منهم الخطأ
* ان الجزاء من جنس العمل فمن اتبع عورات الناس تتبع الله عورته
* اننا ملئنا عيوبا فلو اشتغلنا بها و باصلاحها لأشغلتنا عن عيوب الاخرين
* اننا اغرنا على الانصاف فقتلناه غيلة ! فنظرنا في سيئا اقوام و اكبرناها و اعظمناها و كتمنا حسناتهم
،،،
ثم ما الفائدة من الحديث حول عيوب الناس ؟
فإن كنا ننوي اصلاحا فليس عن طريق النقد السافر انما توجد طرق و أساليب اخرى و متعددة تمكننا من اصلاح الاخرين و كسب قلوبهم في الوقت ذاته
و إكرام الانسان هو إكرام النفس و الامر ذاته بالنسبة لقذف الاخرين و التحدث عنهم بالسوء فان ذلك يعكس ما نحن عليه تماما ..
فأي عاقل لا يحب اكرام نفسه؟