الرومانسية والكذب :
بعد هذا العرض لنأتي إلى موضوع الرومانسية ، وخصوصا رومانسية الرجل تجاه المرأة .
إذا كان الإنسان من طبيعته أن يعيش ليخدم مصالحه هو ويحقق رغباته هو ويتمتع بالحياة بكل السبل المتاحة .
وإذا كان الرجل مجبول على التعددية العاطفية والجسدية .
فإن إرضاء عاطفة المرأة بتصرفات وكلام يُفهمها ما هو عكس هاتين الحقيقتين هو نوع من الكذب والتزييف ، يسمى مجازا : رومانسية .
الكثير من الرجال يمارس هذه الرومانسية المتمثلة في الكلام اللطيف الذي يفيد معنى الحب والالتزام والإخلاص ، وتحريم " اللعب بالذيل" و" العيون الزايغة " فيما يقترف كل هذه الأشياء .
والكثير من النساء يحب هذه الرومانسية حتى لو شككن أو علمن بمخالفتها للواقع .
وأنا هنا أتكلم عن الرومانسية التي تتجاوز الحقيقة ، كأن يعد الرجل وعودا كبيرة أو يقول كلاما مؤثرا للغاية ولا يناسب الوضع الطبيعي للعلاقة ، فمثلا يقول رجل لامرأته التي لم يعرفها إلا من أشهر : أتدرين ؟ حياتي كانت قبلك سدى ، وأنا الآن متشبع بك إلى درجة لم أعد أرى في النساء سواك ، ومن اليوم سأعاملك كأميرة أحقق كل ما تتمنى وأفعل كل ما تريد .
أو يقول الرجل لفتاة للتو تعرف عليها : أنت امرأتي المستقبلية ، وأنا أفكر جديا في الزواج منك .
وبالطبع أقصد حين يكون هذا الكلام أكبر بكثير من الواقع لديه ، فالزوج لم تكن حياته سدى ، بل عاش حياته قبل تلك المرأة بالطول والعرض وعرف نساء كثير ، والرجل لا ينوي بجدية أن يتزوج تلك الفتاة . لكنه كان رومانسيا وأرضى المرأة بتلك الكلمات الكبيرة .
وعلاقات الإنترنت فتحت الباب واسعا أمام هذه السلوكيات الجميلة في ظاهرها والمحبطة والمزيفة أحيانا في جوهرها ، فتجد رجلا يوجه رسالة في الماسنجر لإحدى الفتيات تتحدث عن الإخلاص والفردانية بالحب والاهتمام والانبهار وينسخ هذه الرسالة في الحال لأكثر من فتاة في نفس الوقت .
حسنا إن كنت مبتلى بحب النساء فحاول أن لا تكون كاذبا أيضا .
وهناك نساء قلائل يفضلن الصدق ولو جاء مع رومانسية أقل ، لأن الصدق يضع الأمور في نصابها ويوضح لهم الصورة ، فيعرفون موقعهم بالضبط ويديرون حياتهم بمفاجآت أقل .
حسنا لماذا لا يجتمع الصدق والرومانسية التي تتمناها المرأة ؟
هذا مطلب عسير لأنه جمع بين المتناقضات تقريبا ، بالرغم من وجود نماذج من التاريخ أظهرت الرجل رومانسيا وصادقا في آن واحد ، لكنها أقرب ما تكون إلى الأساطير ، أو بعضها كان حقيقيا بحجم معقول لكن الناس بهرجوه وبالغوا فيه حتى أوردوه إلينا بهذا الشكل .
ومن ذلك قصة قيس بن الملوح وليلى العامرية ،وقصة روميو وجوليت ، وقصة وفيلم نمر بن عدوان ووضحا ، وما كانت تبثه الأفلام المصرية القديمة .
وبالرغم من وجود نوعيات قليلة جدا من الرجال يمكنهم الاكتفاء الحقيقي روحيا وجسديا بما لديهم ، فإن صادف وكانوا رومانسيين فهم صادقون .
وخلاصة الرأي :
أن الرومانسية مطلوبة لا شك ، ولكن بالحد المعقول ، فالإنسان وإن كان يحب حبيبه إلا أنه لا يصح تعطيل بقية شئون حياته لأجل حبيبه ، والرجل تحديدا مطالب أحيانا بالحزم والشدة والغضب واتخاذ بعض الإجراءات التي تخالف ظاهر الرقة والرومانسية .
فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو النموذج الأمثل لعلو الخلق والرحمة على الناس والعطف على أهل بيته مارس دور الرجل الحازم في حالات متعددة ، فأقر مثلا حكم آية النشوز التي فيها هجر الزوجة وضربها ، وقد هجر بعض زوجاته شهرا لخطأ اقترفنه ، فهل ينافي هذا ما عرف عنه من رقته مع زوجاته ودعوته الدائمة للتطلف مع النساء ؟
أبدا ، ولكن الوضع السوي للرجل أن يوازن بين رقته مع المرأة وبين بقية واجباته الحياتية الضرورية .
بعد هذا العرض لنأتي إلى موضوع الرومانسية ، وخصوصا رومانسية الرجل تجاه المرأة .
إذا كان الإنسان من طبيعته أن يعيش ليخدم مصالحه هو ويحقق رغباته هو ويتمتع بالحياة بكل السبل المتاحة .
وإذا كان الرجل مجبول على التعددية العاطفية والجسدية .
فإن إرضاء عاطفة المرأة بتصرفات وكلام يُفهمها ما هو عكس هاتين الحقيقتين هو نوع من الكذب والتزييف ، يسمى مجازا : رومانسية .
الكثير من الرجال يمارس هذه الرومانسية المتمثلة في الكلام اللطيف الذي يفيد معنى الحب والالتزام والإخلاص ، وتحريم " اللعب بالذيل" و" العيون الزايغة " فيما يقترف كل هذه الأشياء .
والكثير من النساء يحب هذه الرومانسية حتى لو شككن أو علمن بمخالفتها للواقع .
وأنا هنا أتكلم عن الرومانسية التي تتجاوز الحقيقة ، كأن يعد الرجل وعودا كبيرة أو يقول كلاما مؤثرا للغاية ولا يناسب الوضع الطبيعي للعلاقة ، فمثلا يقول رجل لامرأته التي لم يعرفها إلا من أشهر : أتدرين ؟ حياتي كانت قبلك سدى ، وأنا الآن متشبع بك إلى درجة لم أعد أرى في النساء سواك ، ومن اليوم سأعاملك كأميرة أحقق كل ما تتمنى وأفعل كل ما تريد .
أو يقول الرجل لفتاة للتو تعرف عليها : أنت امرأتي المستقبلية ، وأنا أفكر جديا في الزواج منك .
وبالطبع أقصد حين يكون هذا الكلام أكبر بكثير من الواقع لديه ، فالزوج لم تكن حياته سدى ، بل عاش حياته قبل تلك المرأة بالطول والعرض وعرف نساء كثير ، والرجل لا ينوي بجدية أن يتزوج تلك الفتاة . لكنه كان رومانسيا وأرضى المرأة بتلك الكلمات الكبيرة .
وعلاقات الإنترنت فتحت الباب واسعا أمام هذه السلوكيات الجميلة في ظاهرها والمحبطة والمزيفة أحيانا في جوهرها ، فتجد رجلا يوجه رسالة في الماسنجر لإحدى الفتيات تتحدث عن الإخلاص والفردانية بالحب والاهتمام والانبهار وينسخ هذه الرسالة في الحال لأكثر من فتاة في نفس الوقت .
حسنا إن كنت مبتلى بحب النساء فحاول أن لا تكون كاذبا أيضا .
وهناك نساء قلائل يفضلن الصدق ولو جاء مع رومانسية أقل ، لأن الصدق يضع الأمور في نصابها ويوضح لهم الصورة ، فيعرفون موقعهم بالضبط ويديرون حياتهم بمفاجآت أقل .
حسنا لماذا لا يجتمع الصدق والرومانسية التي تتمناها المرأة ؟
هذا مطلب عسير لأنه جمع بين المتناقضات تقريبا ، بالرغم من وجود نماذج من التاريخ أظهرت الرجل رومانسيا وصادقا في آن واحد ، لكنها أقرب ما تكون إلى الأساطير ، أو بعضها كان حقيقيا بحجم معقول لكن الناس بهرجوه وبالغوا فيه حتى أوردوه إلينا بهذا الشكل .
ومن ذلك قصة قيس بن الملوح وليلى العامرية ،وقصة روميو وجوليت ، وقصة وفيلم نمر بن عدوان ووضحا ، وما كانت تبثه الأفلام المصرية القديمة .
وبالرغم من وجود نوعيات قليلة جدا من الرجال يمكنهم الاكتفاء الحقيقي روحيا وجسديا بما لديهم ، فإن صادف وكانوا رومانسيين فهم صادقون .
وخلاصة الرأي :
أن الرومانسية مطلوبة لا شك ، ولكن بالحد المعقول ، فالإنسان وإن كان يحب حبيبه إلا أنه لا يصح تعطيل بقية شئون حياته لأجل حبيبه ، والرجل تحديدا مطالب أحيانا بالحزم والشدة والغضب واتخاذ بعض الإجراءات التي تخالف ظاهر الرقة والرومانسية .
فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو النموذج الأمثل لعلو الخلق والرحمة على الناس والعطف على أهل بيته مارس دور الرجل الحازم في حالات متعددة ، فأقر مثلا حكم آية النشوز التي فيها هجر الزوجة وضربها ، وقد هجر بعض زوجاته شهرا لخطأ اقترفنه ، فهل ينافي هذا ما عرف عنه من رقته مع زوجاته ودعوته الدائمة للتطلف مع النساء ؟
أبدا ، ولكن الوضع السوي للرجل أن يوازن بين رقته مع المرأة وبين بقية واجباته الحياتية الضرورية .