كتب محرر الشؤون الرياضية:
للتحكيم قصة في كل موسم بالكويت، وبالأخص في المباريات الكبيرة، كمباراة القمة بين القادسية والعربي، أو الكويت والقادسية.. وما شابه، أو في المباريات الحاسمة.
وتشير أصابع الاتهام دائماً إلى الفائز في المباراة أو البطولة، والإنصاف قصة نادرة بين مشجعي تلك الفرق، وكنا نظن أن هذا من رداءة التحكيم المحلي في الكويت، حتى رأينا فظائع التحكيم الأوروبي، فمثلاً أخطأ التحكيم هذا الأسبوع في إنجلترا في مباراة مانشستر سيتي ضد فولهام، وتسبب بركلة جزاء مشكوك في صحتها لمصلحة فولهام كادت أن تفسد على مانشستر سيتي فرصة التقدُّم بخطوات نحو صراع القمة في الدوري، وفي إسبانيا كانت هناك ركلة جزاء أثارت لغطاً لمصلحة ريال مدريد، ربما كانت خارج منطقة الجزاء،
والأفظع من هذا كله ما حصل في مباراة برشلونة، التي أفسدها حكم المباراة، وتدخل بشكل مباشر في تغيير نتيجتها لمصلحة برشلونة، بطرد لاعب اشبيلية في الشوط الثاني، ومن خلال التغاضي عن لمسة يد تسببت بهدف لبرشلونة، ليقلب برشلونة الطاولة على اشبيلية، بعدما كانت النقاط الثلاث بحوزته.
وهذا كله مع الأخذ بالاعتبار الحوادث الكبيرة التي حصلت في دوري أبطال أوروبا والأخطاء التحكيمية التي غيَّرت مجريات اللعب في كثير من الأحيان، وفضائح التلاعب بالنتائج في إيطاليا.. كل هذا نستنتج منه أن المشكلة ليست قاصرة على الكويت، ولا على الدول غير المتقدمة في المجال الكروي، بل هي مشكلة كونية تقع في أي مكان وأي دولة تمارس كرة القدم، وفي أغلب الأحيان لا علاقة لها بتحيُّز الحكم لفريق ما.
الأسباب
أسباب هذه الأخطاء تتلخص بضغط الجمهور أحياناً، وخصوصاً أصحاب الأرض الذين يضغطون على الحكم في بعض التدخلات التي قد لا تستحق الكارت الأحمر، ولكن أصوات الجماهير تؤثر في رأيه، وأحياناً بسبب نجم من نجوم المباراة حين يتعرَّض لعنف، يرى الحكم نفسه مضطراً لحماية هذا النجم «وهو أسلوب لا يعجب الكثيرين»، فيطرد ويُنذر من يتعرض لهذا النجم، ولو باحتكاكات يراها البعض اعتيادية، وأحياناً تكون المسألة تقديرية، كمسألة أن الخطأ ارتُكب داخل منطقة الجزاء أو خارجها، وهم بالأخير بشر يخطئون.
الاستعانة بالتكنولوجيا
هناك أصوات تنادي اليوم، ومنذ فترة، بأن يُستعان بالتكنولوجيا في التحكيم، وهذا مطلب لبعض الفرق التي عانت في السنوات الأخيرة ظلما تحكيميا في أوروبا، ولكن البعض الآخر يرى أن تلك الاخطاء التحكيمية جزء لا يتجزأ من جمالية اللعبة، وأن التكنولوجيا ستبرّد اللعبة، ولن تكون بذات الحرارة والهيجان الجماهيري، وستكون أشبه بلعبة التنس الأرضي الهادئة، والتي تستخدم التكنولوجيا في تحديد مسارات الكرة، ولذلك فبالنسبة لهم استخدام التكنولوجيا في تحكيم كرة القدم مرفوض، وربما هذا الرأي يوافق الاتحادات العالمية «حتى الآن».