لأول مرة في تاريخ البشرية يعيش الناس في ظل حضارة واحدة,في الماضي كان هناك حضارات إقليمية لكن اليوم هناك حضارة غالبة تعم العالم كله, لذلك ليس هناك اليوم صراع حضاري إنما هناك حضارة واحدة وثقافات متعددة ,وهذا يعني أن هناك صراع ثقافي ورؤى ثقافية خاصة ومن بين تلك الرؤى رؤيتنا نحن أي الثقافة الإسلامية.
هذه الحضارة مما لاشك فيه هي الحضارة الغربية,ولأول مرة في التاريخ يخيم على العالم نمط حضاري إلحادي, هذه الحضارة مشكلاتها كثيرة والمآخذ عليها كثيرة ومنافعها كثيرة,والفرص التي تتيحها كثيرة,ولكن يمكن أن نقول أن أكبر نقطة ضعف هذه الحضارة هي أنها جعلت كل ما يتعلق بقضية الروح والقلب في المؤخرة بل لم تعطها أي اهتمام لافي المناهج المدرسية ولا في السياسات ولا في خطط التنمية ولا في الإعلام ولا بأي من الأدوات المؤثرة في توجيه الناس أو صياغة أفكارهم وحياتهم,لذلك على المسلمين اليوم أن ينشؤوا انتفاضة جديدة يمكن تسميتها بانتفاضة الروح,فالجميع يعلم أننا نعاني اليوم من مشكلة كبرى وهي أننا نتعرض لتيار شهواني ومادي جارف يهدم كل ما يمكن أن يؤدي لإعمار قلب المسلم وروحه,وهذا التيار تنشره المجلات والفضائيات والأفلام وشبكات الاتصال العالمية وغيرها,فهي تأتينا من كل حدب وصوب,ولا شك أن الناس لم يستسلموا لهذا الوضع وحاولوا قدر الإمكان أن يقاوموا,ولقد نشأت لدينا أفكار كثيرة وألفت كتب وألقيت محاضرات لمواجهة هذا التيار الجارف,لكننا لا نستطيع أن نقاومه عن طريق المزيد من الأفكار,نحن لاننكر أن الفكر ضروري وأساسي في حياة الإنسان لكنه للأسف الشديد لايستطيع أن يقاوم عنفوان الشهوة..إذن كيف سنقاوم هذا التيار؟
إن التيار الشهواني لايمكن أن يقابل إلا بتيار روحي فكما أن الناس قد يجدون المتعة في الشهوات الدنيوية, فإن الصالحون يجدون متعة أكبر حين يرتقون روحيا وهي متعة عالية جدا قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله(لو علم الملوك ما نحن فيه من النعيم لقاتلونا عليها بالسيوف) وقال ابن تيمية(إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة) ,إن هذا التيار لانستطيع أن نقضي عليه ولكن نستطيع أن نخفف من هجمته وذلك بأن ننشيء تيارا روحيا, ولكن كيف ننشئ مثل هذا التيار؟ ليس هناك وسائل كثيرة أو طرق متعددة لإنشاء مثل هذا التيار إلا عن طريق واحد وهو زيادة التعبد لله, فالإنسان كالشجرة لاتعيش ولاتنمو ولا تكبر إلا إذا سقيناها بالماء, والماء الذي يحتاجه الإنسان هو التعبد,فكلما أكثر المسلم وزاد في عبادته كلما بدأت حياته الروحية تتألق, فالتعبد يعني أن هناك شيء اسمه الأناقة الروحية لا يشعر بها المسلم إلا إذا تجاوز مرحلة الفرض و الواجب بالانتقال إلى النوافل, حينها تبدأ حياته الروحية بالانتعاش ويبدأ يشعر بالرفاهية الروحية. ولكن هناك تحذير مهم لابد منه في هذا الشأن,فالقضايا الروحية بطبيعتها شديدة الجاذبية وكثيرا ما جذبت أناس من المسلمين عن الطريق الشرعي الصحيح, ثم أصبحوا يتعبدون بأشياء لم يشرّعها الله ولا نبيه عليه الصلاة والسلام ولا فعلها السلف,فأنشأوا بدعا من عند أنفسهم ظانين أنها تقربهم إلى الله تعالى,إن طريق القرب إلى الله لاينبغي أن يكون أبدا إلا طريقا فقهيا مشروعا إذ يجب أن نرد كل عمل نقوم به إلى ميزان الشرع القويم ,والأمر الثاني أن لاتتحول العبادة لحالة الإنزواء والتحيز والتي يقع فيها الكثير.
هناك مفهوم أساسي في هذا الباب وهو أن لابد أن نحاول استحضار معنى نبيل يقوم على مبدأ نظري لنفسي هو أهم من نظر الناس إلي,وذلك بأن أحسّن موقعي في نظر نفسي وأهتم بتحسينه أكثر من اهتمامي بنظر الناس إلي, لأنه يوقع في شراك الرياء, فهذا يقوم على الإخلاص وعلى استقامة الذات وعلى معان عظيمة في أعماق الشخصية, وأن يكون اهتمامي بنظر الله إلي أكبر من اهتمامي بنظرتي لنفسي,إذن عندنا ثلاث درجات:نظر الناس إلي ونظري لنفسي ونظر الله إلي,فعلي أن أركز من خلال العمل على النظرة الأهم وهي نظرة رب العالمين للوصول إلى الإخلاص في العمل والسعي لمرضاته تعالى. إن أرواحنا بحاجة إلى التحرير و بتحريرها نصل للسعادة ,لذا يجب أن نخطو خطوة بإنشاء تيارا روحيا جديدا يقوم على مفهوم التعبد لله تبارك وتعالى . والحمد لله رب العالمين جمع وكتابة أمل
هذه الحضارة مما لاشك فيه هي الحضارة الغربية,ولأول مرة في التاريخ يخيم على العالم نمط حضاري إلحادي, هذه الحضارة مشكلاتها كثيرة والمآخذ عليها كثيرة ومنافعها كثيرة,والفرص التي تتيحها كثيرة,ولكن يمكن أن نقول أن أكبر نقطة ضعف هذه الحضارة هي أنها جعلت كل ما يتعلق بقضية الروح والقلب في المؤخرة بل لم تعطها أي اهتمام لافي المناهج المدرسية ولا في السياسات ولا في خطط التنمية ولا في الإعلام ولا بأي من الأدوات المؤثرة في توجيه الناس أو صياغة أفكارهم وحياتهم,لذلك على المسلمين اليوم أن ينشؤوا انتفاضة جديدة يمكن تسميتها بانتفاضة الروح,فالجميع يعلم أننا نعاني اليوم من مشكلة كبرى وهي أننا نتعرض لتيار شهواني ومادي جارف يهدم كل ما يمكن أن يؤدي لإعمار قلب المسلم وروحه,وهذا التيار تنشره المجلات والفضائيات والأفلام وشبكات الاتصال العالمية وغيرها,فهي تأتينا من كل حدب وصوب,ولا شك أن الناس لم يستسلموا لهذا الوضع وحاولوا قدر الإمكان أن يقاوموا,ولقد نشأت لدينا أفكار كثيرة وألفت كتب وألقيت محاضرات لمواجهة هذا التيار الجارف,لكننا لا نستطيع أن نقاومه عن طريق المزيد من الأفكار,نحن لاننكر أن الفكر ضروري وأساسي في حياة الإنسان لكنه للأسف الشديد لايستطيع أن يقاوم عنفوان الشهوة..إذن كيف سنقاوم هذا التيار؟
إن التيار الشهواني لايمكن أن يقابل إلا بتيار روحي فكما أن الناس قد يجدون المتعة في الشهوات الدنيوية, فإن الصالحون يجدون متعة أكبر حين يرتقون روحيا وهي متعة عالية جدا قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله(لو علم الملوك ما نحن فيه من النعيم لقاتلونا عليها بالسيوف) وقال ابن تيمية(إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة) ,إن هذا التيار لانستطيع أن نقضي عليه ولكن نستطيع أن نخفف من هجمته وذلك بأن ننشيء تيارا روحيا, ولكن كيف ننشئ مثل هذا التيار؟ ليس هناك وسائل كثيرة أو طرق متعددة لإنشاء مثل هذا التيار إلا عن طريق واحد وهو زيادة التعبد لله, فالإنسان كالشجرة لاتعيش ولاتنمو ولا تكبر إلا إذا سقيناها بالماء, والماء الذي يحتاجه الإنسان هو التعبد,فكلما أكثر المسلم وزاد في عبادته كلما بدأت حياته الروحية تتألق, فالتعبد يعني أن هناك شيء اسمه الأناقة الروحية لا يشعر بها المسلم إلا إذا تجاوز مرحلة الفرض و الواجب بالانتقال إلى النوافل, حينها تبدأ حياته الروحية بالانتعاش ويبدأ يشعر بالرفاهية الروحية. ولكن هناك تحذير مهم لابد منه في هذا الشأن,فالقضايا الروحية بطبيعتها شديدة الجاذبية وكثيرا ما جذبت أناس من المسلمين عن الطريق الشرعي الصحيح, ثم أصبحوا يتعبدون بأشياء لم يشرّعها الله ولا نبيه عليه الصلاة والسلام ولا فعلها السلف,فأنشأوا بدعا من عند أنفسهم ظانين أنها تقربهم إلى الله تعالى,إن طريق القرب إلى الله لاينبغي أن يكون أبدا إلا طريقا فقهيا مشروعا إذ يجب أن نرد كل عمل نقوم به إلى ميزان الشرع القويم ,والأمر الثاني أن لاتتحول العبادة لحالة الإنزواء والتحيز والتي يقع فيها الكثير.
هناك مفهوم أساسي في هذا الباب وهو أن لابد أن نحاول استحضار معنى نبيل يقوم على مبدأ نظري لنفسي هو أهم من نظر الناس إلي,وذلك بأن أحسّن موقعي في نظر نفسي وأهتم بتحسينه أكثر من اهتمامي بنظر الناس إلي, لأنه يوقع في شراك الرياء, فهذا يقوم على الإخلاص وعلى استقامة الذات وعلى معان عظيمة في أعماق الشخصية, وأن يكون اهتمامي بنظر الله إلي أكبر من اهتمامي بنظرتي لنفسي,إذن عندنا ثلاث درجات:نظر الناس إلي ونظري لنفسي ونظر الله إلي,فعلي أن أركز من خلال العمل على النظرة الأهم وهي نظرة رب العالمين للوصول إلى الإخلاص في العمل والسعي لمرضاته تعالى. إن أرواحنا بحاجة إلى التحرير و بتحريرها نصل للسعادة ,لذا يجب أن نخطو خطوة بإنشاء تيارا روحيا جديدا يقوم على مفهوم التعبد لله تبارك وتعالى . والحمد لله رب العالمين جمع وكتابة أمل